صدر حديثاً كتاب «الاتجاه شرقاً» للكاتب عبدالله ناصر سلطان العامري، والذي قدم سابقاً كتاب “على ضفاف الغانج” وهو دبلوماسي سابق درس علوم الطيران والعلوم السياسية وله اسهامات رياضة وإنسانية متنوعة وحصل على جائزة الشخصية الاتحادية لعام 2014.
ويأتي هذا الكتاب بـ 46 عنواناً أو لوحة سجله من خلال مشاهداته أو أسفاره فيما يشبه أدب الرحلات وتدوين الأماكن عبر سرد ممتع يقود نحو الكشف والانعطاف باتجاه خصوصيات الشعوب والعادات والسلوكات التي في مجملها ثقافة أمة أو هويتها الحضارية.
حيث محطات كثيرة يتوقف عندها القارئ في جولة ساحرة من الأسفار والثقافات والجغرافيا الشاسعة، فالحاضر يعانق التراث والأسطورة وسط خليط مبهر ما بين الديانات والعادات والتقاليد واللغات واللهجات، وغير ذلك الكثير.
وحسب وصف القاص عبد الحميد أحمد في مقدمته “أنالكتاب يصدر عن عين لاقطة تنتقل بين الأماكن كأنها عين طائر تنظر إلى العالم من علو شاهق، فيختار بقعته المفضلة ليحط فيه، متخذاً من ثقافتها وعرقيتها ودينها ولغتها، مداخل تفوق الوصف والحصر“.
من أجواء الكتاب نختار (بحيرة «بانجونج» والمساء الهادئ): حاول باندي تذوق قطرات من ماء البحيرة، إلا أنه لم يستسغها لشدة ملوحتها، فهي لا تصلح للشرب، كما أن الأسماك والأحياء المائية لا تعيش فيها، باستثناء بعض القشريات والنباتات التي تتحمل الملوحة، وهي المصدر الرئيسي لغذاء الطيور المهاجرة والمستوطنة مثل النوارس، والبط الصغير.
جاء على غلاف الكتاب «قضاء المساء في مكان موحش لا يؤنسه سوى حديث حول نار مشتعلة، مع غرباء لا يعرفون بعضهم بعضاً بما فيه الكفاية.. جمعتهم الصدفة، التي تحولت إلى مغامرة جماعية؛ للبحث عن المجهول الغامض، والحقيقة الغائبة بأسرارها الغريبة، مروراً بمدن مرّت عليها العصور بكثير من الأحداث، وقد فاجأتنا بأبطالها الذين تركوا أثراً لا يُمحى على طرق حريرها، وإن حكت كتب تاريخها عن مجد سلاطين وأباطرة وفرسان، وكهنة ورهبان ومدّعي نبوة، إلا أن أسواقها وأزقتها ما زالت تتشوق لقول المزيد ممّا لم تقله الأزمنة، عن حكايات وأساطير الأولين»