انطلقت في مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بدبي مساء يوم الأربعاء 5 سبتمبر 2018 الندوة الأدبية الموسعة عن الشاعر اليمني الراحل عبد الله البردوني تحت عنوان (البردوني الشاعر البصير)، بحضور سعادة عبد الحميد أحمد أمين عام مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية والأستاذ الدكتور محمد عبد الله المطوع و الدكتورة فاطمة الصايغ عضوي مجلس الامناء وسعادة السفير محمد صالح القطيش القنصل العام للجمهورية اليمنية ولفيف من الأدباء والمثقفين من داخل وخارج الإمارات.
يشارك في الندوة نخبة من النقاد والكتاب والمفكرين العرب (د. شــهـــــاب غــــانــــم من الإمارات، د. عبد الحكيم الزبيدي من الإمارات، د. عبد العزيز المقالح من اليمن، د. علي جعفـر العـلاق من العراق ، أ. فــيـــصــل خـــرتـــش من سوريا، د. مـعــجــب الــعــدواني من السعودية، د. هـــــمـــدان دمــــــاج من اليمن، د.أحمد المنصوري من اليمن) ويدير الجلسات كل من (بدرية الشامسي من الإمارات)، فتحية النمر من الإمارات، د. عمر عبد العزيز من اليمن)، ساجدة الموسوي من العراق). كما يشارك في الندوة الفنان القدير د. حبيب غلوم حيث سيقرأ مختارات من شعر عبد الله البردوني.
في الجلسة الأولى التي أدارها الدكتور عمر عبد العزيز قدم الدكتور همدان دماج ورقة نقدية بعنوان (حياة البردوني وتعدد السمات الأسلوبية في شعره) وقف فيها عند محطات بارزة في حياته، بينما قدم الروائي و الناقد فيصل خرتش دراسة بعنوان ( حياة وشعر عبد الله البردوني) وقارنها بطه حسين والمعري، وقد لقيت الورقتان صدى حوارياً من جمهور الندوة، حيث ناقشوا محتوى الورقتين بشكل مفصل مما أضفى على حياة الشار البردوني مزيداً من البريق.
وفي الجلسة الثانية التي أدارتها الكاتبة بدرية الشامسي، قدم الدكتور شهاب غانم ورقة بعنوان (الحس الفكاهي في شعر البردوني: قصيدتان عن اللصوص نموذجا) عرج فيها على محطات ساخرة من قصائده وقرأ قصيدة “لص في منزل شاعر” التي استحسنها الحضور. كما شارك الدكتور علي جعفر العلاق بورقة بعنوان (في لطائف القصيدة البردونية)، لكنه آثر أن يتركها لمن يريد الإطلاع عليها لاحقاً وقدم شهادة شخصية عن البردوني عندما جاء إلى مهرجان المربد في العراق عام 1971 وترك انطباعاً كبيراً آنذاك بين جمهور المهرجان.
وفي ختام اليوم الأول وقع الدكتور همدان دماج كتاب “وجع السكوت” وهو عبارة عن قصائد مختارة من شعر عبد الله البردوني أعدها وقدم لها الدكتور همدان زيد دماج، الذي أشار في مقدمة الكتاب إلى أن عملية انتقاء مختارات من بحر الإبداع البردوني الزاخر بالجواهر الشعرية، والذي يحوي أكثر من 400 قصيدة منشورة، لم يكن بالأمر السهل أبداً؛ ولهذا لن نستغرب إذا ما لامنا مُحبو شعره، لاستثناء هذه القصيدةٍ أو تلك، من هذه المختارات؛ فتجربة البردوني الشعرية، الممتدة لأكثر من نصف قرن، وما تخللها من تنوع وتجريب على كافة الأصعدة والأوجه، استطاعت أن تجذب إليها عدداً كبيراً من القراء، وأن تلامس ذوائقهم الشعرية على اختلافها”.
يذكر أن هذ الكتاب يأتي ضمن مشروع مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، الهادف إلى تزويد المكتبة العربية بكتاب نفد من المكتبات لكل فائز بالجائزة تعاد طباعته وفق معايير حديثة، وتقوم المؤسسة ضمن خطتها الرامية إلى نشر الثقافة وتعميم الفائدة بإهداء تلك الكتب لمن يرغب، وكذلك تزويد المكتبات العامة ومكتبات الجامعات بهذه الإصدارات.
فقد ضم الكتاب 55 قصيدة متعددة التوجهات ومقدمة وملحقاً عاماً باصدارات مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية، وتصدرت الغلاف صورة الشاعر عبد الله البردوني بريشة الفنان علي المعمار وهي ذات الصورة التي تعرضها مؤسسة العويس في المعرض الدائم للفائزين.
نبذة عن حياة
ولد عبد الله البردوني في قرية بردون – اليمن عام 1929، وفقد البصر وهو في السادسة من عمره، وعانى من الاضطهاد السياسي، وسُجن عدة مرات، ويعد أحد أهم الشعراء العرب المعاصرين، تمرد على قوالب الشعر المتوارثة، وانتقل بشعره إلى أساليب فنية غير مطروقة، كما أدخل الحوار إلى قصيدته ، فوظف هذه الميزة، واستعملها استعمالا دقيقاً في إطار قصيدة متكاملة، متينة البناء، متناسقة في شكلها ومضمونها، وأبدع في اللغة فاستخدم معجمه الخاص بعد رحلة شاقة في الاشتقاق والتوليد، واستخدام الكلمات الغريبة النادرة والأجنبية دون تكلف أو عمد وله خصائص لغوية جديرة بالبحث المستقل المتعمق، كما استحدث أساليب شعرية من مجموع ثقافاته وتشعبها وتعددها.
من أهم مؤلفاته الشعرية : من أرض بلقيس، في طريق الفجر، مدينة الغد، لعيني أم بلقيس، السفر إلى الأيام الخضر، وجوه دخانية في مرايا الليل، زمان بلا نوعية، كائنات الشوق الآخر، وله في مجال الدراسات: قضايا يمنية، رحلة في الشعر اليمني، فنون الأدب الشعبي في اليمن وغيرها من الكتب البحثية والفكرية.