في حدث اعتبره النقاد انتصاراً وتكريماً لرائد حداثة الأغنية السعودية في القرن العشرين، أعلنت وزارة الثقافة في السعودية يوم الأحد 2 يونيو 2019 قراراً يقضي بإطلاق اسم الفنان السعودي الراحل طلال مداح على أشهر مسرح في الخليج “مسرح المفتاحة سابقاً”، وهو المكان الذي شهد آخر لحظة من لحظات حياته، قبل أن يسقط على خشبته في ليلة باردة حزينة، بينما كان يحيي حفلته الأخيرة في العام 2000.
وجاء في تقرير نشره موقع أندبندنت عربية، أن وفور صدور القرار الذي بدا وكأنه كان منتظراً منذ عقود، احتفى السعوديون بهذا القرار تكريماً وتخليداً للفنان الذي لا يزال صوته وذكراه يترددان بين محبيه. وغرّد وزير الثقافة السعودي بدر بن عبدالله آل سعود على حسابه في موقع “تويتر” “وطني الحبيب وهل أحب سواه” وهي كلمات أغنيةٍ شهيرة للفنان السعودي الراحل.
لا يمكن للسعوديين بمختلف أذواقهم، أن يختلفوا حين يمر اسم “طلال مداح”، على أنه كان رائداً للأغنية السعودية، لا سيما أنه صاحب الصدارة في تاريخ الفن السعودي والخليجي إذ يُعدّ أول فنان تُترجَم أغانيه على التلفزيون الفرنسي، إضافة إلى أنه أول فنان سعودي يقيم حفلات غنائية خارج البلاد.
ولِد “زرياب” الفن السعودي، كما أطلق ذلك عليه الموسيقار محمد عبدالوهاب في 5 أغسطس (آب) 1940 في مكة المكرمة، وبدأ مشواره الفني في أواخر خمسينيات القرن الماضي، حين أطلق أول أغنية في تاريخه “وردك يا زارع الورد” لتكون أيضاً أول أغنية عاطفية سعودية.
حمل طلال مداح الذي رحل عن 60 سنة عدداً من الألقاب في مسيرته الفنية، من بينها “الحنجرة الذهبية” و”قيثارة الشرق” و”صوت الأرض” و”فارس الأغنية السعودية”. وتُعد أشهر أغانيه “زمان الصمت” و”وعد” و”مقادير” التي اعتُبرت الأشهر حين غناها أمام 40 ألف متفرج في استاد نادي الترسانة في القاهرة في العام 1973.
ويُعدّ مسرح طلال مداح حالياً، قبلة الحفلات الغنائية كما كان سابقاً، لكن يبدو أنه سيعيش فترةً ذهبية، بعدما تولت وزارة الثقافة في السعودية “قرية المفتاحة” لاستثمارها والعمل على أن تكون قبلةً وواجهة سياحية وثقافية للزوار في المدينة الواقعة جنوب السعودية. كما يتّسع “مسرح طلال مداح” الذي افتُتِح في العام 1997، لحوالى 3800 شخص وتُستخدم فيه أحدث التقنيات المرئية والصوتية.