بحضور عدد من المسؤولين والمثقفين الإماراتيين والهنديين، احتفل معرض نيودلهي الدولي للكتاب باختيار إمارة الشارقة ضيف شرف دورته الـ 27، التي تقام هذا العام خلال الفترة من 5 إلى 13 يناير 2019، تحت شعار “كتب للقراء ذوي الاحتياجات الخاصة”.
جاء ذلك خلال حفل افتتاح المعرض الذي أقيم في (براغتي ميدان) بمدينة نيودلهي، وتحدث خلاله الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، رئيس وفد الإمارة المشارك، بحضور، معالي براكاش جافاديكار، وزير تنمية الموارد البشرية في الهند، وسعادة أحمد البنا، السفير الإماراتي في الهند، وسعادة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وبالديف باهي شارما، رئيس ناشونل بوك تراست -الجهة المشرفة على معرض نبودلهي للكتاب، إلى جانب عدد من المسؤولين ورؤساء الدوائر من الدولتين.
وشهد الحفل إطلاق النسخة الهندية من رواية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، “بيبي فاطمة وأبناء الملك” الصادرة في العام 2018 عن منشورات القاسمي باللغة العربية، إلى جانب تكريم الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، وسعادة أحمد بن ركاض العامري، رئيس هيئة الشارقة للكتاب، وسعادة د. حبيب الصايغ الأمين العام لاتحاد الكتاب العرب، رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات.
وافتتح الشيخ فاهم القاسمي بحضور سعادة السفير الإماراتي في الهند سعادة أحمد البنا، ووفد الإمارة، جناح الشارقة المشارك في المعرض، وتجول في أروقته واطلعوا على المبادرات الثقافية، والكتب الإماراتية المترجمة إلى اللغة الهندية.
وضم وفد الإمارات والشارقة المشارك في المعرض كلاً من سعادة عبدالله العويس، رئيس دائرة الثقافة بالشارقة، وسعادة الدكتور حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، رئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، وسعادة عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، وسعادة علي المري، رئيس دارة سلطان القاسمي، وسعادة مروة عبيد العقروبي، رئيس المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وسعادة راشد الكوس، المدير التنفيذي لجمعية الناشرين الإماراتيين.
وأكد الشيخ فاهم القاسمي خلال كلمته أن الإمارات ترتبط بعلاقات طويلة وتاريخية مع جمهورية الهند، والشارقة تواصل بناء هذه العلاقات على مختلف الأصعدة الاقتصادية، والعملية، والثقافية، مشيراً إلى بدايات العلاقات التجارية التي قربت المسافات بين البلدين منذ مئات السنين.
وأوضح الشيخ فاهم القاسمي أن معارض الكتب الدولية فعاليات مهمة لتعزيز العلاقات بين الثقافات، مشيراً إلى أن اختيار الشارقة ضيف شرف معرض نيودلهي للكتاب يعد فرصة ثمينة لتلتقي الإمارات والهند وجها لوجه ليس فقط على الصعيد السياسي، ولكن على المستوي الاجتماعي.
وقال الشيخ فاهم: “نحن في الإمارات فخورون بإعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، العام 2019 (عاماً للتسامح)، فهذا التوجه يدفعنا لتعزيز التعددية الثقافية باعتبارها عاملاً رئيسياً في تحقيق الاستقرار والازدهار في العلاقات مع مختلف بلدان العالم”.
وأضاف: “إن قيمة التسامح ليست غريبة على الهند، فهو بلد يعطي أهمية متساوية لجميع المذاهب والعقائد واللغات والتوجهات الفكرية، التي تجتمع معاً لتشكيل النسيج الاجتماعي الثقافي النابض بالحياة والتنوع في الهند”.
وتابع الشيخ فاهم القاسمي: “كُتبت قصص النجاح الأكثر إلهاما من قبل الدول التي تحتفي بالتنوع، وتحترم الرأي الآخر.. من الدول التي تستفيد من خبرات وتجارب بعضها، وتعزز فرص تبادل المعارف والثقافات”.
وتوقف الشيخ فاهم القاسمي عند قيمة معارض الكتب في فتح أفق الحوار والتلاقي مع حضارات العالم، بقوله: “معارض الكتب منصات أساسية تسمح لنا بمشاركه أفكارنا، والتعلم من الثقافات العالمية، وتقوية العلاقات الإنسانية من خلال احترام وتقدير من حولنا، وبصفتنا ضيف شرف، نحن هنا لتعميق فهمنا للهند وشبه القارة الهندية، فضلا عن تقديم جوهر وخزين الثقافة الإماراتية والعربية إلى المجتمع الهندي”.
بدوره تحدث بلديف بهاي شارما حول العلاقات التي تجمع الهند مع الإمارات بقوله: “نتشرف باختيار الشارقة ضيفاً على المعرض، ويسعدنا أن نلتقي مع المشهد الثقافي الإماراتي الذي يعكس في جهوده وحضوره العالمي نموذجاً للثقافة العربية، فالثقافة هي حجر الأساس الأقوى في بناء العلاقات الإنسانية والحضارية بين الهند والإمارات”.
وأضاف شارما: “واجهنا تحديات كبيرة في تنظيم الدورة السابعة والعشرين من معرض نيودلهي للكتاب، ولكن مع إعلان الشارقة ضيف شرف الدورة، وجدنا الدعم والمساندة من مختلف الجهات المعنية بالشأن الثقافي، ومن مجمل الناشرين المحليين، وذلك لما للإمارة من مكانة وحضور في المشهد الثقافي الهندي، ونتوقع أن يتجاوز عدد زوار المعرض لهذا العام ما حققه في العام الماضي، بفضل حجم الإقبال الذي ستشهده فعاليات الشارقة في المعرض”.
أكد براكاش جافر كار رئيس اتحاد تطوير الموارد البشرية أن الهند والإمارات تجمعهما صداقة وعلاقة تعاون مشتركة وتاريخية تتجسد في أعداد الجالية الهندية في الإمارات، وحجم التبادل الثقافي، والتجاري، بين البلدين، مشيراً إلى أن الهنود الزائرين للإمارات لا يشعرون بأنهم يغتربون في بلد آخر، وإنما يجدون أنفسهم بين عائلتهم الأخرى، وذلك لحجم الحفاوة، والتقدير، الذي تتميز به الإمارات.
يشار إلى أنه ستمثّل الشارقة في معرض نيودلهي الدولي للكتاب، وفود من العديد من المؤسسات الثقافية والمعرفية والأكاديمية، ومن أبرزها: هيئة الشارقة للكتاب، واتحاد كتّاب وأدباء الإمارات، وجمعية الناشرين الإماراتيين، ودائرة الثقافة في الشارقة، ومعهد الشارقة للتراث، ودارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية، ومؤسسة الشارقة للإعلام، والمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، وثقافة بلا حدود، ومبادرة 1001 عنوان، ومنشورات القاسمي، ومجموعة كلمات.