أطلق بيت الشعر التابع لجمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية، وسام محمود درويش للشعر العربي، وذلك بمناسبة الذكرى العاشرة لرحيله، ويمنح الوسام كل عام لشخصية أدبية شعرية أسهمت في إثراء حركة الشعر، وقدمت خدمات ثقافية جلية في المشهد الثقافي العربي.
جاء ذلك خلال الندوة الشعرية التي نظمها “بيت الشعر” ضمن فعاليات “زاد المعرفة” في مركز الكتب والتوثيق التابع لهيئة الفجيرة للثقافة والإعلام بالفجيرة، تحت عنوان: “قراءات شعرية.. محمود درويش الغائب الحاضر”، بحضور سعادة محمد علي الملا نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الفجيرة الخيرية، وسعادة خالد الظنحاني رئيس الجمعية، وخالد هباش سكرتير ثاني مسؤول الشؤون الثقافية بالقنصلية العامة لدولة فلسطين في دبي، وجمع غفير من الأدباء والشعراء والمثقفين، ومتذوقي الشعر وأصحاب المواهب.
شارك في الندوة، التي قدمتها الشاعرة سليمة المزروعي مديرة بيت الشعر، نخبة من الشعراء الإماراتيين والعرب المقيمين بالدولة، وهم: وائل الشجي، الدكتور مصطفى الهبرة، معتصم حمزة، عتيق خلفان الكعبي، جميل داري، حليمة الطنيجي، أحمد اليماحي (الطوفان)، موزة الزعابي، ومريم السيد.
وافتتحت سليمة المزروعي الندوة، بقراءة مقتطفات شعرية للشاعر الراحل محمود درويش، موضحةً أن قصائد الشاعر تفردت بتنوعٍ جغرافي جميل كان نتاج التنقل والترحال ما بين دولة وأخرى، فمن فلسطين إلى بيروت إلى مصر وإلى باريس، حاملاً على كاهله غربة وحنيناً للماضي، ورجوعاً إلى المنفى في رحلة طويلة تنوعت مراحلها، فهو الثائر للوطن بقوة الكلمة، وهو الباعث للحنين والشوق، وهو الداعي إلى الحب والسلام.
بدوره أشار الشاعر وائل الشجي إلى أن محمود درويش تنقل بين مراحل حياته ليسرد قصائده تبعاً لتنقلاته في مراحل ثلاث، كانت الأولى حينما عاصر درويش صفوف الاحتلال وذاق مرارة الغربة، إلا أنه متفائل بالنصر والحب والسلام، فقال: “سنصنع من مشانقنا ومن صلبان حاضرنا وماضينا.. سلالم للغد الموعود، ثم نصيح يا رضوان افتح بابك الموصود”، وفي قراءات أخرى من حياة درويش في ذات المرحلة، رأى فيها فلسطين الأم والحبيبة فهو عاشق من فلسطين يتغنى في حبها فيقول: “فلسطينية العينين والوشم.. فلسطينية الاسم.. فلسطينية الأحلام والهم.. فلسطينية المنديل والقدمين والجسم.. فلسطينية الكلمات والصمت”، وفي المرحلة الثانية وبعد هجرته وبداية تنقلاته، اتجه درويش إلى بيروت متجولاً في شوارعها، يخاطب المارة، يقول: “بيروت شاهدة على قلبي.. وأرحل عن شوارعها وعني.. عالقاً بقصيدة لا تنتهي”، أما آخر مراحل حياته في باريس، فقد تميزت بالتأمل وقراءة الذات.
فيما تغنى الفنان والموسيقي خالد هباش بقصيدة ملحنة لمحمود درويش بعنوان: “طوبى لشيء لم يصل”، التي تصف العرس الفلسطيني في ليلة لا تنتهي إلا بشهداء في ليالٍ دامية.
وحرص المشاركون في الندوة، على إبراز جوانب مختلفة من حياة درويش تسردها قصائده، حيث شاركوا بمقتطفات متنوعة تصف مراحل مختلفة لحياة محمود درويش، فكلٌ حسب ذائقته يقرأ من جماليات شعره، فاستطرد المشاركون في الجلسة قصائد عدة منها: “تنسى كأنك لم تكن”، و”العدو الذي يشرب الشاي في كوخنا” وغيرهما.
وفي ختام الندوة، كرم سعادة محمد علي الملا يرافقه سعادة خالد الظنحاني القنصلية الفلسطينية في دبي بدرع بيت الشعر تقديراً لحضورهم ومشاركتهم المتميزة في الندوة الشعرية.