من منا بوسعه أن ينسى المسلسل الشهير المخصص للأطفال «افتح يا سمسم»، الذي أنتجته مؤسسة البرامج المشتركة لدول الخليج العربي، يوم كانت هذه المؤسسة موجودة، ونجح المسلسل في الأخذ بأفئدة الأطفال وحتى الكبار؟
خبر من نيويورك يعيد تذكيرنا بهذا المسلسل، وهو إطلاق بلدية المدينة مسمى «شارع سمسم» أو (سيسمي ستريت) على أحد التقاطعات في المدينة بمناسبة مرور خمسين عاماً على إطلاق المسلسل، الذي ظهر في نسخته الأصلية، الأمريكية، في نيويورك في عام 1969، حيث كان مقر تصويره بين شارعين هناك.
«شارع سمسم» هو أطول برنامج أطفال تلفزيوني أمريكي منذ البدء في عرض حلقاته في ال 10 من نوفمبر / تشرين الثاني 1969، وهو من بطولة دمى متحركة من ابتكار جيم هنسون، ويمكن القول: إنه نجح، إلى حدود بعيدة، في تحقيق غايته بتعليم الأطفال الألوان والأرقام والحروف بطريقة ممتعة ومفيدة، فضلاً عن تدعيم الجوانب الإيجابية في شخصية الطفل عبر الغناء والموسيقى واستضافة الشخصيات الشهيرة والمؤثرة في المجتمع.
كانت «افتح يا سمسم» أول نسخة عربية من «شارع سمسم»، وأنتج الجزء الأول منها عام 1979، والثاني عام 1982 في استوديوهات بالكويت، فيما صورت المشاهد الخارجية في بلدان عربية أخرى، وشارك فيه عدد من الممثلين العرب والأطفال، واشتهرت في العالم العربي شخصيات المسلسل مثل: نعمان وملسون وعبلة والضفدع كامل وجرجور وكعكي وأنيس وبدر.
لعل «نعمان» و«ملسون» هما الشخصيتان الوحيدتان الخاصتان بالنسخة العربية، لأن أغلبية الشخصيات الموجودة في النسخة العربية هي محاكاة لنظيراتها في النسخة الأمريكية، وإن حملت أسماء عربية مثل شخصيتي: بدر وأنيس الشهيرتين، وهما الشخصيتان اللتان أوضحت الشركة الأمريكية المنتجة أن غايتها من ابتكارهما «تعليم الأطفال أنه بالإمكان إنشاء صداقات قوية حتى مع من يختلفون عنا كثيراً».
إشارتنا إلى أن «افتح يا سمسم» المنتج في الكويت كانت هي النسخة العربية الأولى مقصودة، لأن هناك نسخة أخرى منه باللهجة المصرية أنتجت بدعم من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية وبموجب اتفاقية ثنائية بين الحكومتين المصرية والأمريكية انطلقت في عام 1997 قبل أن تتوقف في 2009.
وكما كان الأمر بالنسبة للنسخة الخليجية، فإن النسخة المنتجة في مصر حازت، هي الأخرى، على حب الأطفال وتعلقهم بأحداثها وشخصياتها، كما كانت محل إعجاب أولياء الأمور والمعنيين بالشؤون التربوية والتعليمية، وتشير بعض المواقع إلى أن حلقات المسلسل كانت مشاهدة في مصر من أكثر من مليون طفل وشخص بالغ، ما يشير إلى الأثر الكبير الذي تركه تربوياً وتعليمياً.
جريدة الخليج