توفي الإذاعي أحمد سعيد في القاهرة مساء الاثنين 4 يونيو 2018عن عمر ناهز الثلاثة وتسعين عاماـ ورأس أحمد سعيد إذاعة صوت العرب لمدة 14 عاما منذ تأسيسها في عام 1953 وحتي تقدم باستقالته في سبتمبر/ أيلول عام 1967 عقب “نكسة” يونيو/ حزيران.
ويعتبر سعيد واحدا من أهم المذيعين في الإذاعة المصرية في تلك الحقبة، وعُرف بأسلوبه المميز في الأداء الإذاعي في ذروة انتشار صوت العرب كصوت لثورة يوليو/ تموز 1952.
وينسب البعض لأحمد سعيد إذاعته لبيانات عن مصادر عسكرية أعلنت عن انتصارات للجيش المصري في عام 1967. وثبت لاحقا كذب هذه البيانات، لكنها إلى حد كبير التصقت باسم سعيد.
لكن الراحل ظل طيلة حياته متمسكا بموقفه من إذاعة تلك البيانات باعتباره مذيعا كان يتلقى البيانات من القيادة العسكرية ولا يحق له حسب الدستور والقانون أن يُعدل أو يُناقش المعلومات الواردة فيها، حسبما قال في تصريحات صحفية.
ولد الإذاعي الراحل في عام 1925، وتخرج في كلية الحقوق بجامعة القاهرة عام 1946، ثم عُين مذيعا رئيسيا في إذاعة القاهرة، ثم مديرا لإذاعة “صوت العرب” عند تأسيسها عام 1953، وحتى عام 1967.
وكان من أشهر برامجه الإذاعية “أكاذيب تكشف حقائق” بالمشاركة مع زميله محمد عروق في ذلك الحين.
ألّف كتابا بعنوان “القومية العربية” في عام 1959، ومسرحية بعنوان “الشبعانين” في عام 1966. وفي عام 1965، اختاره مجلس الأمة المصري (مجلس النواب حاليا) ليكون عضوا في الوفد الذي يمثله في احتفالات بريطانيا بمناسبة مرور 700 عام على بدء الحياة الديمقراطية هناك.
وخلال حفل لتكريمه في عيد ميلاده التسعين، قال سعيد في مقابلة تلفزيونية إنه يعتبر الانتكاسة الحقيقية في المنطقة العربية بدأت بانفصال مصر وسوريا بعد وحدتهما تحت اسم الجمهورية العربية المتحدة في ستينات القرن الماضي.
وأضاف سعيد أن الرئيس المصري الراحل جمال “عبد الناصر أعطى المنطقة العربية إيحاء بالأمل بأنها قادرة على تحقيق معجزات وحققتها بالفعل”.
واستطرد “من لحظة الانفصال أنا شخصيا أرى أن الخطأ بدأ في هذا اليوم. لم نواجه الانفصال بالحسم ولم ندفع ثمنه الدموي كما دفعه أبناء الولايات الشاملة في أمريكا وفرضوا وحدة الولايات المتحدة. ثم جاءت نكسة 67 بما هو ألعن ولم نتحرى أسبابها الحقيقة حتى الآن. وأسبابها الحقيقة أن الشعب يجب أن يحكم”.