«السلام عليكم، معاكم محمد بن راشد، حبيت أهنئكم بشكل شخصي بالعيد الوطني وأتمنى لكم أياماً سعيدة، وأتمنى للوطن أياماً مجيدة، ونحن مستمرون بالعمل من أجلكم ومن أجل الوطن، وربي يحفظكم ويحفظ أهلكم ويحفظ دولة الإمارات».
من صفات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم أنه في سباق مع الزمن، وقد ذكرت شخصياً هذه الصفة بالتفصيل في كتابي محمد بن راشد في سباق الزمن، ومثل هذا السباق هو الذي أتى بالأكل الطيب والحسن للبلاد وللناس في أكثر نتائجه، الشيء الذي ينفرد به هذا الزعيم ويجعل من شخصيته محط الأنظار في جميع الاتجاهات.
ولا نعني بالسباق والمتسابق، الجري على غير هدى، فعند ذلك يكون كالمُنبَتّ لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى، كما يقول المثل العربي، ولكن نعني بالسباق، والمتسابق أنه الشخص الذي يضع في نهاية شوط السباق هدفاً أو مقصداً ويحاول الوصول إليهما قبل أن يسبقه غيره في الوصول…هذا هو الشيخ محمد بن راشد يرسم دائرة الهدف ثم يتجه إليه بخطوات ثابتة ومحسوبة.
ومن أكثر الميزات في ميدان السباق الذي يخوضه الشيخ محمد بن راشد هو التركيز على ابتكار الجديد، الجديد الذي يجلب الإعجاب ويغبطه الغير ويود هذا الغير لو استطاع أن يكون عنده مثيل أو شبيه لمشروع الشيخ محمد بن راشد ويتاح له الوصول إليه. كذلك ضمن هذه الميزات في خطط سموه وسباقه هو إدراكه أن دبي منذ ما يزيد على أحد عشر عقداً من الزمن، ومنذ عهد مكتوم بن حشر بن مكتوم 1906-1894 بالتحديد أخذت قصب السبق العمراني في هذه البقعة التي هي الآن دولة الإمارات العربية المتحدة، ولا بد.
وهذا ما يصر عليه الشيخ محمد بن راشد من الجد في السير المستدام والأخذ بناصية الجديد والابتكار والإبداع لكي لا تتوانى عربة الإعمار في الاندفاع المتواصل نحو الأمام، ولكي تظل دبي مدينة نشطة في سيرها لا تلوي على شيء ولا تلتفت إلى الوراء.
ومن الواضح أن أهم ما يتميز به الشيخ محمد بن راشد، ويجعله حاضر البديهة ومتقد الذهن هو أنه مدير ميداني لا يجلس في مكتبه مغلقاً بابه، ويكتفي بما يقدمه إليه مساعدوه ومن حوله من المواطنين، وفي هذه الخصلة الحسنة، خصلة الميدانية التي من الجدير على كل مسؤول أن يتبعها لكي يعرف ما يجري حوله معرفة دقيقة.
في هذه الخصلة أيضاً يمشي سموه على خطى والده الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم رحمه الله. إذ كان الشيخ راشد مديراً شديد المراس يستيقظ في الصباح الباكر ويستقبل الناس في مجلسه الصباحي ثم يذهب بسيارته متجولاً في أنحاء المدينة مستطلعاً ما يجري قبل أن يذهب إلى مجلسه العام.
وهنا نحن اليوم أمام شخص آخر أو مدير آخر يعيد سيرة الأب، وهذا الشخص هو الشيخ محمد بن راشد حفظه الله. ومن هنا أيضاً وبهذه العادة الطيبة والمفيدة التي أشرنا إليها، عادة التجوال الميداني أو الاطلاع الميداني، تتولد الأفكار الجديدة والابتكار الجديد، وتظل دبي قبلة أنظار هواة اكتشاف الجديد والمبتكر، والمكان الذي تهفو إليه القلوب.
ومن الطبيعي ألا يتسع المقام هنا، في هذا المقال المختصر على ذكر الأعداد الرقمية العامة لمنجزات الشيخ محمد بن راشد ومبتكراته في هذا الميدان أو ذاك، فهذه المنجزات بادية أمام النظر ولا تخطئها العين، لكنني في نهاية حديثي هذا أشير إلى بادرة تعتبر الأولى في العالم، وهي ما حصل خلال الاحتفالات بالعيد السابع والأربعين لقيام دولة الإمارات العربية المتحدة، وهذه البادرة تتمثل في قيام الشيخ محمد بن راشد بالاتصال التليفوني الشخصي بأفراد كثيرين من شعب الإمارات يهنئهم فيه بعيد الاتحاد ويرجو لهم أياماً سعيدة.
وفي رأيي أن مثل هذا الابتكار ومثل هذه الأريحية ومثل هذه الصفات الخلقية العالية قليلاً ما تظهر إلا على أيدي الكبار من الأكفاء ومن الزعماء والقادة غير العاديين. وإذا ذكرت أسماء هؤلاء في تاريخ العالم القديم والمعاصر فإن اسم الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم يأتي في المقدمة.
جريدة البيان