على جري عادتها السنوية الحميدة، فإن الشارقة، الحاضرة الثقافية العربية المتألقة، على موعد جديد مع عرس الكتاب، الذي بات علامة من علاماتها المتميزة.
في هذا الصباح يفتتح صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الدورة ال 37 من معرض الشارقة الدولي للكتاب، التي تنظمها هيئة الشارقة للكتاب تحت شعار «قصة حروف».
ويحق للشارقة بالذات أن تحكي قصتها مع الحروف، هي التي جعلت من الثقافة عنواناً لها على مدار عقود متواصلة، بحيث أصبحت مركزاً ثقافياً عربياً بامتياز، إليه يتوافد المبدعون من ديار العرب المختلفة، ليجدوا فيها المظلة الراعية لهم، والمشجعة لإبداعهم.
ومعرض الشارقة الدولي للكتاب هو واحد من أعرق وأهم الفعاليات الثقافية لا في الشارقة ودولة الإمارات فحسب، إنما على المستويين الخليجي والعربي، بل إن المعرض غدا بالفعل واحداً من معارض الكتب الدولية المشهود لها بحسن التنظيم وتنوع ما يقدمه من كتب في مختلف حقول المعرفة، لا في لغتنا العربية وحدها، وإنما في لغات عالمية أخرى أيضاً.
وهذا ما تدل عليه البيانات التي أعلن عنها المنظمون، حيث يقدم المعرض في دورة هذا العام لمرتاديه أكثر من 20 مليون كتاب ل 1.6 مليون عنوان، منها 80 ألف عنوان جديد، تقدمها أكثر من 1874 دار نشر من 77 دولة من أنحاء العالم، ويستضيف المعرض 472 ضيفاً من مختلف دول العالم.
وإيماناً بوحدة الثقافة الإنسانية على ما فيها من تنوع وتعدد في الروافد التي يليق بها التفاعل الخلاق، الذي يغني الثقافة فإن بلداً مهماً معروفاً بثراء ثقافته هو اليابان يحل ضيف شرف على دورة هذا العام من المعرض، وهو أمر حميد يحسب للشارقة ولمعرضها الدولي للكتاب أن يجري الالتفات شرقاً نحو ثقافة مهمة كالثقافة اليابانية، فالشرق الذي نحن جزء لا يتجزأ منه غني بتراثه الثقافي والحضاري، الجدير بأن نعرفه ونستلهم منه.
وفي محله تماماً ما ذكره المنظمون من أن اختيار اليابان جاء احتفاء بإنجازاتها الحضارية المتميزة، حيث تمتلك اليابان تاريخاً حافلاً بالمنجزات والأسماء الأدبية والثقافية الكبيرة على صعيد الرواية والسينما والموسيقى وغيرها، إضافة إلى إثرائها الإبداع الإنساني بالعديد من الأعمال لروائيين متميزين تُرجمت أعمالهم للغة العربية أمثال يوكو ماشيما، وكينزو اشيغورو، الفائز بجائزة نوبل للآداب، وهاروكي موراكامي، وغيرهم.
إلى «قصة الحروف» في الشارقة تضاف اليوم صفحة مشرقة جديدة.
جريدة الخليج