حضوره اللافت برفقة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة راعي الثقافة في المحافل الثقافية ومعارض الكتاب الدولية في الشارقة ولندن وباريس وفرانكفورت وتورينو وغيرها من بلدان العالم، إضافة إلى حضوره لقاءات اتحاد الكتاب العرب، كان ذا تأثير إيجابي كبير.
في الثمانينات، أثار حبيب قضايا كثيرة في الساحة الأدبية، لأنه ثار للدفاع عن قصيدة النثر، لكنه لم يكن مثل غيره ممن كانوا يردّون على ما يُثار ضدها.. ذلك البناء الشعري الذي لم يكن مقبولاً في بلد كان يقدس غنائية القصيد، ويعيش في ألحان القوافل، فالسجع والحداء، رغم هيمنتهما على الشعر العامي (النبطي)، إلا أنهما صبغا الإنتاج الفصيح بغنائيته وموسيقاه في تلك الفترة، لكن حبيب كان يرد بالإنتاج والنشر.
قوة حبيب في المجابهة كانت من تمكنه من القصيدة البيتية وقصيدة التفعيلة، وكان ينشر نتاجه التقليدي ونتاجه الحديث في توازٍ منسجم، فكان الرد عليه ضُعف، أما الآخرون فقد بدأوا طريقهم من الآخر ـ من قصيدة النثر ـ وكانت مشاكلهم مع اللغة كثيرة، أي أنهم كانوا يعانون من الأصل الرئيس لبناء القصيدة ألا وهو اللغة، كما عانوا من عقدة تقليد النصوص الأوروبية.
اتصل بي ذات يوم، وقال لي: «لدينا مؤتمر خارج الإمارات حول الكتابة التاريخية ونريدك أن تمثل اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات.
قلت له: «إنني لست عضواً في الاتحاد، وسألته إن كان يتوجب عليّ أن أتقدم للاتحاد لنيل العضوية».
فقال لي: «الاتحاد سيتقدم إليك ليمنحك العضوية، ثم أردف، كل الكتّاب والأدباء في الإمارات يمثلون الاتحاد، سواء حملوا عضويته أو لا».
كان حبيب الصايغ يتبع سياسة الاحتواء ولمّ الشمل، كما أنه لا يجابه للرد على منتقد، لكنه كان يواجه للتقريب والمصالحة، وقد تصدى لتيار الخصومة الذي أشاعه الحداثيون في الاتحاد في فترة ما، ضد المخالفين لهم، وقرب وجهات النظر، رحمك الله يا حبيب.