بعد أسبوع جالت فيه إمارة الشارقة بالثقافة والتراث الإماراتي العريق على مدينة سانت بطرسبرغ، أقدم المدن الروسية، وبعد مشهد استثنائيّ تلاقت فيه الحضارتين العربية والروسية، اختتمت الإمارة “أسبوع الشارقة”، الذي نظّمته دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، استكمالاً لسلسلة “أيام الشارقة الثقافية في العالم”، التي تهدف إلى تبادل الخبرات والتجارب الثقافية والمعرفية والإنسانية مع المدن العالمية الصديقة.
وعرّفت الإمارة على امتداد أسبوع من الفعاليات المتنوعة، الجمهور الروسي على ملامح من الثقافة المحلية الإمارتية والعربية، عززت من خلالها العلاقات التاريخية التي تربط الثقافتين العربية والروسية، وسردت حكاية المنجز الحضاري والثقافي لإمارة الشارقة وما تقوده من جهود لافتة على صعيد العمل الثقافي والاقتصادي والسياحي.
وحول ختام فعاليات “أسبوع الشارقة”، أكد الشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، أن مشروع الشارقة الحضاري ترتكز في أساس علاقته مع مختلف مدن وثقافات العالم، على الحوار والتلاقي عبر المعرفة والإبداع والتراث، مشيراً إلى أن ما يربط دولة الإمارات العربية المتحدة والجمهورية الروسية تاريخ طويل من العلاقات المشتركة على مختلف الصعد، وما هذه المشاركة إلا تعزيزاً لأسس الروابط القوية التي تجمع كلا البلدين.
وتابع رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة”: جئنا إلى مدينة سانت بطرسبرغ، نحمل معنا لغتنا، وأدبنا، وثقافتنا الأصيلة التي باتت أساساً ثابتاً، ومنطلقاً للعمل في إمارة تمضي بمشروع أرسى دعائمه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وأصبحت بعد أربعة عقود من العمل حلقة وصل بين حضارات العالم، وبوابة تفتح على الشرق، وما مشاركتنا في هذه المدينة العريقة إلا تأكيداً على أن الثقافة هي القاسم المشترك الأصيل الذي يربط الشعوب”.
وأضاف:” يجسد أسبوع الشارقة رؤيتنا في الانفتاح على الآخر، والتعرّف على حضارته وثقافته عن قرب، وفي الوقت نفسه تعريفه بمنجزاتنا وحضارتنا وثقافتنا، وتنسجم هذه الفعاليات مع رؤيتنا الرامية إلى تدعيم أسس العلاقات التي تربطنا مع مختلف مدن وبلدان العالم، ونأمل في أن تكون هذه الفعاليات فرصة لتعزيز جهود العمل الثقافي والسياحي والاستثماري بين الشارقة ومدينة سانت بطرسبرغ”.
من جانبه أشاد سعادة معضد حارب مغير الخييلي سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية روسيا الاتحادية على المشرفين والقائمين على الأنشطة والفعاليات لأسبوع الشارقة في مدينة سانت بطرسبورغ والذي أعــدّ بشكل مميّز حيث كان له تأثير لقاطنين المدينة والسائحين للتعرّف على الثقافة الإماراتية بصورة حيّة، والذي سيسهم إلى زيادة التواصل بين الشعبين الصديقين وفي التفاعل الحضاري مع جميع الحضارات الشرقية والغربية.
كمــا أشــار سعادة السفير بأن الثقافات تعتبر جسوراً تُبنى عليها السياسات، والإمارات العربية المتحدة مدت جسورها من خلال علاقاتها الثقافية المباشرة في سياستها الخارجية والداخلية، وفي التفاعل الحضاري مع جميع الحضارات الشرقية والغربية، حيث أصبحت الدولة نموذجاً حضارياً لمنطقة الخليج، ووجهة سياحية أساسية لممثلي هذه الحضارات. فالدولة اليوم لا تحتاج للتعريف عن نفسها لأنها أصبحت من الدول والوجهات الأساسية للعالم من جميع النواحي، شاكراً دور حكومة الشارقة على تنظيمها هذا الأسبوع لما له من دور في تعميق العلاقات بين البلدين.
وشارك في الحدث وفدٌ رفيع المستوى من إمارة الشارقة برئاسة الشيخ فاهم القاسمي، رئيس دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، وضمّ سعادة الشيخ فيصل بن سعود القاسمي، مدير هيئة مطار الشارقة الدولي، وسعادة الدكتور عبد العزيز المسلم، رئيس معهد الشارقة للتراث، وسعادة عبدالله العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، وسعادة علي المري، رئيس دارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية، وعدداً من ممثلي الدوائر المحلية المشاركة في أسبوع الشارقة.
يشار إلى أن “أسبوع الشارقة” أقيم بإشراف دائرة العلاقات الحكومية في الشارقة، ومشاركة دائرة الثقافة في الشارقة، ومعهد الشارقة للتراث، وهيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة، وهيئة مطار الشارقة الدولي، وإدارة متاحف الشارقة ودارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية.
يذكر أن إمارة الشارقة أطلقت “أيام الشارقة الثقافية في العالم” في العام 2002 ونظمت هذه السلسلة في العديد من المدن حول العالم، حيث شهدت مدينة ماينز الألمانية أولى حلقات هذه السلسلة.