أكد رئيس هيئة الشارقة للكتاب، مدير معرضالشارقة الدولي للكتاب أحمد بن ركاض العامري، ثقة الكتاب العرب والناشرين في المعرض؛ مبيّناً أنكثيراً منهم يفضلون إشهار إصداراتهم من خلاله، لمايشكّله من فرصة حقيقيّة للتعارف الإبداعيوالثقافي والمعرفي، فضلاً عن الكم الكبير منضيوف الشرف والبرنامج الثقافيّ المصاحب.
وقال العامري في حديث لـ «الاتحاد»، إنّ وصفرئيس اتحاد الناشرين في العالم لمعرض الشارقةبأنّه أوسكار الكتب العالمية، هو دليل على المكانةالتي يحظى بها، نظراً لاحتفائه بكلّ جديد، خصوصاً في ظلّ الدعم الكبير من صاحب السّموالشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضوالمجلس الأعلى حاكم الشارقة، لافتاً إلى مليونونصف المليون عنوان اشتملت عليها رفوف المعرضمنذ سنوات، وقد يتضخّم الرقم إذا ما قمنا بحسبةبسيطة حول عدد النسخ من كلّ عنوان، ليصل إلىأكثر من عشرين مليون كتاب.
واكّد العامري، في سياق حديثه عن الجهد المبذولوالمتابعة المستمرة لصاحب السمو حاكم الشارقة، أنّ المعرض الذي وصفه بغير العادي، هو التقاءإنساني تتعزز فيه حوارات الشعوب وثقافاتالعالم، في الشرق والغرب والشمال والجنوب، مبيّناً أنّ 1874 دار نشر عالمية وعربية ستشاركمباشرة، أو من خلال التوكيلات، من 77 دولة، وهوما يحقق طموح تجاوز وسيط اللغة العربيةوالإنجليزية فقط في الترجمة، ولفت العامري إلىأهميّة عملية تواقيع الكتب واقتنائها، مدللاً بأنّ الروائيّة الجزائريّة أحلام مستغانمي التييستضيفها المعرض في دورته الحاليّة، كانتوقّعت قبل ثلاث سنوات في معرض الشارقةالدولي للكتاب رواية «الأزرق يليق بك»، فباعتخمسة آلاف نسخة من ذلك الإصدار، وهو ماينسحب على إصدارات إبداعيّة ومعرفيّة وثقافيّةوعلميّة مميزة للمشاركين.
وتحدّث العامري عما أسماه «إعادة تصدير الثقافة» من خلال المعرض، مدللاً بشركاتٍ ومؤسسات تهتمباقتناء إصداراتها من معرض الشارقة الدوليللكتاب، في ظلّ وجود 80 ألف عنوان من إصدارات2018. وبسؤاله عن رؤية المعرض في استضافة عالمالفيزياء النظريّة ليوناردو مولودينو، وهل يجيءذلك في سياق الاحتفاء بالشخصيّة العالميّةالفيزيائيّة الخلاقة والمبدعة ستيفن هوكينغ الذيخسرته البشريّة قبل أشهر، أكّد العامري أهميّةالعلوم الحيّة التي تتنافذ على العلوم الإنسانيّةوتشكّل مصدراً للإبداعات الأدبيّة والفنيّة أيضاً، هذا عدا ما تمثّله من حصيلة معرفيّة لأصحابالتخصص والمهتمين، في حقول الفيزياء والكيمياءوالفلك، وكلّ ذلك يمكنالاستفادة منه إبداعياً ربّمالتنمية الخيال مثلاً، فمسميات كثيرة كما قال، نستثمرها في الشعر والرواية أو الفنون، بصفتهاالمعنوية والجماليّة، مثل القمر والنجوم والسماءوغير ذلك، ولذلك جاءت الاستضافات لتلبي كلّ هذهالحقول الإبداعيّة والثقافية بوجهٍ عام. وقال إنّ ستيفن هوكينغ الذي استضيفت ابنته قبل سنواتفي معرض الكتاب، هو عالم قدّم للبشريّة خدماتمميزة وجليلة في موضوع الفيزياء، فلا أقلّ منالاحتفاء والمواكبة لكلّ ما يجري في العالم عنطريق الثقافة والفكر اللذينِ يحملهما الكتاب.
وحول شعار المعرض لهذا العام «قصة حروف»، قدّمالعامري إضاءات إنسانيّة على قيمة الحرفوأهميّته كركيزة أولى في تشكيل المعنى، وأهميّتهكمدماك إنساني أوّل في عملية البناء اللغوي، وهوما يحيلنا إلى حوار إنساني عن طريق الحرف، ولذلك فإنّ تطبيق هذا الشعار، وعدا الاستضافاتالعالميّة المتنوعة، حملته إشارات الحروف التيتملأ شوارع الشارقة بحروف عربيّة وأخرىأجنبيّة تؤكّد المعنى المنشود من التقاء كلّ الثقافات في الشارقة من خلال معرض الكتاب.
واختتم العامري، ولعلّ حضور اليابان، ضيف شرفلمعرض الشارقة الدولي للكتاب هذا العام، يؤكّدحرص المعرض على مد جسور التواصل والحوارمع الآخر، ومدى التشاركيّة والصّداقة بينالحضارتين العربية واليابانيّة، حيث تقدم اليابانخلال مشاركتها جوانب متعددة من الثقافةاليابانية، تعرضها تسع مؤسسات من كبرىالشركات والهيئات الثقافة اليابانية، إذ يستضيفجناحها نخبة من الروائيين اليابانيين، وينظمحفلات للموسيقى الكلاسيكية، والشعبية، إضافةإلى ما يعرضه الجناح من فنون المأكولاتوالملبوسات التقليدية اليابانية.