استعرض أعضاء المكتب الدائم، الأحداث والتطورات المتسارعة التي يشهدها الوطن العربي، وأصدروا البيان الختامي الذي يتضمن المواقف المبدئية التي يتبناها الاتحاد العام، تعبيراً عن موقف الأدباء والكتاب والمثقفين العرب، ويؤكدها في المناسبات كلها، وجاء في نص البيان: «استعرض المجتمعون الأحداث والتطورات التي يشهدها الوطن العربي، وتأثيراتها على الجوانب الثقافية والسياسية والاجتماعية، وتوصلوا إلى أنه لا خلاص للوطن العربي من مشكلاته إلاّ بتأكيد المواقف الداعمة لمسار الديمقراطية، بجناحيها السياسي والاجتماعي، ونبذ العنف بأشكاله كافة». كما تضمن البيان جملة مواقف من القضايا العربية والدولية الراهنة، وهي:
أولاً: تابع المجتمعون بكل تقدير، التحولات الإيجابية في مصر الكنانة، ودعموا جهودها في محاربة الإرهاب في سيناء، وهي الجزء العزيز من أرض مصر الغالية، كما حيَّا المكتب الدائم انتصار العراق وسوريا على قوى الإرهاب الظلامية.
ثانياً: أمام التحديات التي تتعرض لها الأمة العربية، وفي مقدمها فلسطين ورأس حربتها القدس، وسوريا واليمن وليبيا والسودان والعراق، وكل الدول التي تستهدفها قوى الصهيونية والعنصرية، يدين المكتب الدائم الأجندات التي تستهدف أرض سوريا وليبيا واليمن والسودان والعراق، داعمين بكل قوة وحدة الأراضي العربية، واحترام إرادة شعوبها، ورفض كل أشكال التدخل الخارجي أيًّا كان.
ثالثاً: إن القضية الفلسطينية، هي القضية المحورية والمركزية في الوطن العربي، ويؤكد المكتب الدائم على دعمه نضال الشعب الفلسطيني في سبيل حريته، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس. كما يدين كل أشكال التطبيع مع العدو الصهيوني.
رابعاً: تتطلب الضرورة الوطنية والقومية مواجهة ما سُمِّي «صفقة القرن» التي يراد تمريرها لتصفية القضية الفلسطينية، وفي ضوء ذلك يُحيّي الاتحاد العام، الموقف العربي الموحد ضدها، والذي تجلى في مقررات قمة القدس في الظهران، ما أكد أن فلسطين العربية، وفي صميمها المدينة المقدسة، هي القضية المركزية الجامعة.
خامساً: يؤكد المجتمعون على حق دولة الإمارات العربية المتحدة في جزرها الثلاث في الخليج العربي: طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، المحتلة من قبل إيران، ويدعون إلى ضرورة اتباع الطرق السلمية في استعادتها من خلال الاحتكام إلى القانون الدولي، سواء بالمفاوضات المباشرة، أو عرض المسألة على التحكيم الدولي، وفي الوقت نفسه، يرفضون أي شكل من أشكال التغيير الديموغرافي أو سواه. كما يدين الاتحاد العام، استمرار احتلال أراضٍ عربية هي جزء عزيز من التراب العربي، ومن ذلك احتلال العدو الصهيوني لهضبة الجولان السورية، ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا في لبنان، والاحتلال التركي للواء الإسكندرون السوري، والاحتلال الإسباني لمدينتي سبتة ومليلة المغربيتين.
سادساً: يشيد الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب بالقرارات الإيجابية المتخذة في المملكة العربية السعودية، والتي رتبت تحولات نحو مزيد من الانفتاح والتنوير.
سابعاً: يشيد الاتحاد العام بالجهود المبذولة في السودان، لانطلاق مسيرة تصالحية، ومبادرة لإعادة المسار الديمقراطي عبر الحوار الوطني الشامل.
ثامناً: إن المجتمعين راقبوا بقلق بالغ الأحداث التي تدور على الأراضي الليبية، والاقتتال بين الفرقاء من جهة، وبينهم وبين «داعش» من جهة أخرى، ما يعصف بوحدة وسلامة الأراضي الليبية، ويفتح الباب أمام التدخل الإقليمي والدولي، الأمر الذي يدعو لمناشدة الفرقاء كافة للجلوس إلى طاولة المفاوضات.
بيان القدس
كما صدر عن الاجتماع «بيان القدس» وجاء في نصه: إن الاتحاد العام يدعو المثقفين العرب والنخب الثقافية والمؤسسات، إلى ضرورة تحمل المسؤولية تجاه فلسطين، ورأس حربتها القدس التي يراد تصفيتها من العدو الصهيوني الذي تحرسه المظلة الأمريكية التي أطلقت الجراد الآدمي على جغرافية الوطن العربي لتفكيكه، ليطول التفكيك فلسطين والقدس كذلك.
وأضاف البيان: إن الأدباء والكتاب العرب مطالبون بوقفة تليق بدورهم، للتصدي لكل هذه المخططات التي تستهدف عاصمة السماء ونداء الحق والحقيقة، فالمبدعون هم ثابت الأمة وحلمها الباقي بعد سقوط كل شيء.
وعليه؛ فإن الاتحاد العام يؤكد على ما يلي:
1- استنفار الأدباء والكتاب والمفكرين العرب وفي العالم، لتدوين حكاية القدس لمواجهة رواية النقيض الاحتلالي الزائفة.
2- عقد المؤتمرات والندوات التي تحمل عنوان «القدس» عربيًّا ودوليًّا.
3- مخاطبة وزارات الثقافة العربية لتسمية معارض الكتاب العربية ب«دورة القدس»، وتكون القدس حاضرة في فعاليات كل المعارض.
4- إنتاج فيلم وثائقي عن القدس لفضح الاعتداءات الاحتلالية على المدينة، وتعميم الفيلم على السفارات العربية والعالمية.
5- تشكيل لجنة إشرافية من الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب، لتنظيم مؤتمر القدس، يستضيفه اتحاد كتاب عربي كل عام، لتبقى القدس حاضرة في الوجدان الجماعي العربي.
6- يطلب الاتحاد العام من جميع الدول العربية، من خلال وزارات التربية والتعليم، إدراج القضية الفلسطينية، وفي القلب منها مدينة القدس في مناهج التدريس، ويؤكد الاتحاد ضرورة قيام كل الاتحادات الأعضاء لرفع هذا المطلب لحكوماتها والعمل المستمر على تحقيق ذلك، ويحمل عنوان «كتاب القدس والقضية الفلسطينية».
7- يؤكد الاتحاد العام ضرورة تواصل الاتحاد، والاتحادات القطرية مع اتحادات الكتاب في مختلف دول العالم، للحصول على دعمها لكون القدس عاصمة لفلسطين.
8- يدعو الاتحاد العام، الكتاب والشعراء العرب، للمساهمة بالكتابة والتعريف بالقدس شعراً ورواية ونصًّا.. إلخ، حتى تحافظ على جذوة القضية الفلسطينية متقدة لدى شعوبنا قاعدة ثابتة على طريق تحريرها.
وخلص اجتماع المكتب الدائم إلى جملة قرارات، هي:
1- الموافقة على تقرير النشاط الذي قدمه الأمين العام للمكتب الدائم، عن الفترة من انتهاء اجتماع دمشق في منتصف يناير/ كانون الثاني 2018، حتى انعقاد هذا الاجتماع.
2- الموافقة على التقرير المالي وكل ما جاء به.
3- تضمين تقرير الأمين العام الذي يُقدم إلى المكتب الدائم والمؤتمر العام قائمة بالقرارات السابقة التي نفذت، والتي لم يتم تنفيذها نحو متابعتها وإنجازها.
4- تكليف صلاح الحمادي مساعد الأمين العام لشؤون المغرب العربي ورئيس اتحاد الكتاب التونسيين، بزيارة المغرب، وتقديم تقرير للأمين العام عن ظروف ونتائج المؤتمر العام التاسع عشر لاتحاد كتاب المغرب، والأسباب التي أدت إلى تعثر اكتماله، مشفوعاً بآراء جميع الأطراف.
5- التأكيد على انعقاد المؤتمر العام السابع والعشرين في مدينة أبوظبي في ديسمبر/ كانون الأول 2018، وتشكيل لجنة للإعداد برئاسة الأمين العام، ويفوض في اختيار أعضائها.
6- إنفاذ القرار السابق في مدينة العين الإماراتية بتجميد موقع ممثل اتحاد كتاب المغرب؛ بوصفه النائب الأول للأمين العام، وذلك بعد تراجع د.عبد الرحيم العلام عن الاعتذار المكتوب عن إساءاته إلى الاتحاد العام وبعض الاتحادات العربية، والذي قدمه أثناء الاجتماع المشار إليه. وقرر أن يظل موقع النائب الأول شاغراً إلى حين انعقاد المؤتمر العام السابع والعشرين في نهاية هذا العام في أبوظبي.
7- منح جوائز الاتحاد العام لعام 2018، وقد تشكلت اللجنة العليا التي وافقت على نتائج الجوائز من الأمين العام رئيساً، وعضوية كل من: د.علاء عبد الهادي رئيس نقابة اتحاد كتاب مصر، يوسف شقرة رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين، طلال الرميضي أمين عام رابطة الأدباء في الكويت، د.محمدو أحظانا رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب الموريتانيين، وصلاح الحمادي رئيس اتحاد الكتاب التونسيين، ود.وجيه فانوس رئيس اتحاد الكتاب اللبنانيين.
8- عقد المؤتمر الدولي عن الروائي العالمي نجيب محفوظ في القاهرة، بالتنسيق مع اتحاد كتاب مصر، في النصف الثاني من شهر أكتوبر/ تشرين الأول 2018.
9- إعادة إرسال النص المقترح لتعديلات النظام الأساسي للاتحاد العام إلى الأعضاء، للدراسة وإبداء الملاحظات قبل نهاية شهر أغسطس/ آب 2018، ولن يتم الالتفات لأي ملاحظات تأتي بعد هذا الموعد، مع تكليف الأمين العام بمتابعة الموضوع، وتحديد موعد لاجتماع لجنة التعديلات لوضع الصيغة النهائية، تمهيداً لعرضها على المؤتمر الاستثنائي الذي لا يتم تحديد موعده إلاّ بالتشاور مع رؤساء الاتحادات.
10- تشكيل مجلس أمناء ل«جائزة الإبداع العربي في مواجهة الإرهاب» ومقرها أبوظبي، برئاسة الأمين العام، وعضوية: د.علاء عبد الهادي رئيس نقابة اتحاد كتاب مصر، طلال الرميضي أمين عام رابطة الأدباء في الكويت، يوسف شقرة رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين، صلاح الدين الحمادي رئيس اتحاد الكتاب التونسيين، و د.وجيه فانوس رئيس اتحاد الكتاب اللبنانيين، ناجح المعموري رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق، ود.يوسف الحسن عضواً وأمينا عاماً، وسمير درويش مقرراً.
11- إنشاء مكتب نوعي للمخطوطات، يتولاه الاتحاد العام للأدباء والكتاب الموريتانيين، ويتم تكليف د.محمدو أحظانا رئيس الاتحاد، بتقديم ورقة حول خطة عمل هذا المكتب، يتم عرضها على المؤتمر العام المقبل.
12- طباعة ونشر أبحاث مؤتمر القدس الذي عقد في أبوظبي في كتاب، وحث الأعضاء المشاركين على إرسال الأبحاث التي لم يتم إرسالها، وذلك قبل نهاية يوليو/ تموز 2018.
وزير الثقافة العراقي والصايغ يبحثان تطورات الساحة العربية
استقبل فرياد رواندزي وزير الثقافة والسياحة والآثار في العراق الشاعر والكاتب الصحفي الإماراتي حبيب الصايغ، الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، وبحثا العلاقات الثقافية بين البلدين والتطورات الثقافية على الساحة العربية، بحضور حسن بن أحمد الشحي سفير الإمارات في بغداد وناجح المعموري رئيس الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العراقيين.
وشرح الصايغ للوزير العراقي اهتمام الإمارات بالتنمية الثقافية، واعتبارها جزءاً أصيلاً من التنمية الشاملة والمتوازنة والمستدامة، ضمن نهج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وهو النهج الذي حوّلته حكومة الإمارات إلى برنامج وسيلته وغايته الإنسان، كما شرح الصايغ مجريات ونتائج اجتماعات المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب التي عقدت في بغداد في الفترة ما بين 26 – 29 يونيو/ حزيران الماضي، مؤكداً أهمية الثقافة العربية كجسر قوي للتواصل بين شعوب الأمة العربية، وكذلك أهمية عقد اجتماعات الكتّاب والأدباء العرب في بغداد في هذه المرحلة الصعبة والحرجة من تاريخ العراق والأمة العربية جمعاء، حيث نجح هذا الحضور برمزيته الطاغية في بث رسالته إلى المثقفين العرب وإلى المواطنين العرب، والتي تؤكد أن العراق يعود اليوم إلى نفسه وعافيته وأننا جميعاً معنيون بإنجاح سعيه نحو تحقيق أحلام شعبه الذي طالما عانى وتحمّل وصبر.
و أطلع الأمين العام وزير الثقافة العراقي على أهم القضايا التي طرحها الاجتماع، والمواقف المبدئية التي يؤمن بها الاتحاد العام، ويؤكد عليها، وأولها تأكيد الحق التاريخي للشعب الفلسطيني في وطنه، ورفض التطبيع مع «إسرائيل» بصوره وأشكاله جميعها، ورفض الإرهاب الذي تمارسه الجماعات المتطرفة بغطاء ديني زائف، كما أطلعه على توصيات الندوة التي نظًمها الاتحاد حول «ثقافة التنوع في مواجهة ثقافة العنف».
جريدة الخليج