كيف تنظر إلى جهود دولة الإمارات تجاه القضية الفلسطينية؟
– تاريخ العلاقة يتكلم عن نفسه، وهو بعض غرس القائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الذي كرس نهج سياسة القيم في دولة الإمارات. حين يقال إن سياسة الإمارات معتدلة ووسطية ومتوازنة فالمعنى ليس اعتيادياً على كل حال، المعنى أن هذه السياسة مكتنزة بالرشد، ولذلك تأتي فلسطين في مقدمة أولويات دولة الإمارات لأننا بصدد سياق طبيعي وتلقائي وأصيل، ما غرسه زايد الخير في طين أرضنا الغالية يتبلور اليوم أغصانا وأشجارا وبساتين على كل الصعد، وعلاقة الإمارات وفلسطين والقضية الفلسطينية ليست استثناءا فتوجه الإمارات في عهد الشيخ زايد، ومن بعده في عهد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، هو توجه الحق والعدل والمحبة والسلام.
ينعقد مؤتمر القدس في الإمارات وفي عام زايد ما تعليقكم على ذلك؟
– إنها أكثر من مصادفة جميلة، فاسم زايد، أعز وأغلى الناس، اسم مرتبط بالتقدم والنهضة من جانب، وبالمواقف المشرفة من جانب آخر، والشيخ زايد حتى في غيابه يحضر في إصرار شعبه وفي عزم قيادة الإمارات على صناعة مستقبل أفضل، فلا غرابة حين ينعقد مؤتمر القدس في الإمارات في عام زايد، الغرابة في ألا ينعقد.
ما أهمية انعقاد مؤتمر القدس في هذه الفترة الحرجة من تاريخ الأمة؟
– انعقاد مؤتمر عن القدس مسألة ضرورية في كل زمن، لكن تزيد المسؤولية أضعافا مضاعفة حين تستهين الإدارة الأمريكية بكل التاريخ الذي تعرفه، وتذهب إلى اختراع تاريخ مصطنع وغير مقبول. القدس محتلة منذ عقود، وكل العالم يعرف ذلك، ويعرف أين الحق وأين الباطل، وكل قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن تدرك ذلك وتحققه نظريا، ثم يأتي قرار ترامب ليكون ضد الحق بهذا الشكل السافر. السؤال هنا كيف تكون المواجهة. الكل يواجه حسب مركزه ودوره، وعلى الكاتب العربي أن يكتب وأن ينظم الأنشطة الفاعلة والمؤثرة. مؤتمر القدس في أبوظبي هو الأول من نوعه لجهة تناوله المدينة المقدسة بشكل علمي رصين، حيث مشاركة عشرات الباحثين المتخصصين، وحيث حضور مئات المهتمين، إضافة إلى المهرجان المصاحب، مهرجان محمود درويش الشعري الذي يشارك فيه العشرات من كبار الشعراء العرب. ألفت النظر هنا أيضا إلى حجم وأهمية المشاركة الفلسطينية بالذات. هذا المؤتمر، بطبيعة الحال يكمل الجهود السابقة وعلى رأسها مؤتمر الأزهر الشريف لنصرة القدس الذي عقد في القاهرة في فبراير/ شباط الماضي.
إلى أي مدى ساهم الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب في دعم ومساندة القدس في ظل التحديات المحيطة بالمدينة؟
مهما فعلنا من أجل القدس فنحن مقصرون، وفي الواقع ليس إلا جهد المقل. الاتحاد العام وكل الاتحادات العربية تضع الاشتغال على القضية الفلسطينية في صميم أنظمتها ورؤاها، ونحن في الاتحاد العام نحرص على مواكبة الأحداث السياسية والثقافية لهذه الجهة، كما يقيم الأنشطة الثقافية ذات الصلة على مدى العام، وفلسطين هي الكينونة المضيئة في ضمير كل كاتب عربي ومما يندرج تحت نشاط الاتحاد العام للكتاب العرب جائزة القدس أرفع جوائز الاتحاد العام وتمنح سنويا لكتاب عرب وأجانب ممن اهتموا في كتاباتهم وأبحاثهم وإبداعاتهم بالقدس.
ما أهم التحديات التي واجهتكم أثناء تنظيم مؤتمر القدس حيث إنه تم تأجيل انعقاده أكثر من مرة؟
– لا توجد تحديات، ولو وجدت فكل تحد يسهل من أجل القدس وفلسطين. تأجل المؤتمر أولا بناء على كثرة طلبات المشاركة التي لم نكن نتوقعها حيث تضاعف عدد المشاركين أربع مرات، وتم التأجيل الثاني لأن الكثير من الوفود طلب أن يكون المؤتمر متزامناً مع معرض أبوظبي الدولي للكتاب.
تعتبر الثقافة حصناً يسهم في توحيد وجهات نظر الأمة ما رأيكم بذلك؟
– يفترض أن الثقافة تجمع ما تفرقه السياسة، لكنني أتجاوز هذه الفرضية لأقول إن السياسة عند الدول المتحضرة والمتقدمة تجمع ولا تفرق. نحن كعرب مدعوون، وبقوة إلى احترام الاختلاف ولو احترم العرب الاختلاف والتعدد لما كان هناك تطرف أو إرهاب. يظل على المثقف وعلى الناشط الثقافي وعلى المؤسسة الثقافية العمل على مد جسور التواصل الثقافي بين شعوب المنطقة العربية، وعلى المؤسسة الرسمية في الوطن العربي تسهيل انتقال الكتب والمطبوعات ودخول الكتاب والمبدعين والناس أجمعين.
كيف تنظرون إلى دور الشعر في المساهمة بنهضة الأمة؟
– الشعر منذ كان وهو يساهم بدور عظيم في نهضة الأمم، لكن طبيعة هذا الدور اختلفت باختلاف أغراض وأشكال الشعر. الذي حصل هو أن الشعر الحقيقي أصبح أقدر على إثارة الأسئلة الوجودية والكونية، ومن هنا أقدر على التعبير عن الإنسان المعاصر وقد جعل بدوره الإنسان المعاصر أقدر على مواجهة المشكلات والتعامل مع المستجدات.
لماذا يحمل المهرجان الشعري المنظم ضمن فعاليات مؤتمر القدس اسم الشاعر الكبير محمود درويش تحديدا؟
– الأسباب عاطفية وموضوعية، محمود درويش صديق كبير للجميع، وهو مبدع استثنائي، وهذا العام نحتفل بذكراه العاشرة، والمؤتمر هو مؤتمر القدس في أبوظبي، فهل كل ذلك لا يكفي.
كيف تنظرون إلى دور الشعر في القضية الفلسطينية؟
– العلاقة ليست مباشرة إلى ذلك الحد، لسنا بصدد شعر يتكلم عن القضية الفلسطينية مباشرة، وكل إبداع متميز يسهم في تهذيب النفس وترقية الذوق هو بالضرورة يقربنا من فلسطين.
هل لنا أن نتعرف إلى الاستراتيجية المستقبلية للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب؟
– سؤال لا يمكن الإجابة عنه سريعا لكن حلمنا في الاتحاد العام كبير، وحلمنا في اتحاد كتاب الإمارات كبير أيضا هذه المؤسسات هي الواجهات الحقيقية للثقافة العربية والمطلوب تعاون الجميع لإنجاحها. لدينا اجتماع للمكتب الدائم للاتحاد العام في شهر يونيو في بغداد وسوف تتخذ فيه قرات مهمة وجميع الأعضاء متحمسون وقادرون على تحقيق الحلم في الاتحاد العام وفي اتحاداتهم القطرية ومما ينجز قريبا مشروع ترجمة الإبداع العربي إلى اللغة الفرنسية التي يعمل عليه مكتب الترجمة في الاتحاد العام وهو مكتب مكلف به اتحاد الكتاب التونسيين.