نظمت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية صباح يوم الأحد 25 نوفمبر 2018 ندوة موسعة بعنوان (زايد والبعد الثقافي) في فندق جراند حياة بدبي، استعادت من خلالها إرث زايد الثقافي الذي بقي حاضراً في الوجدان والذاكرة يشع على مر الزمن وتتقد جذوته كلما خطت الإمارات خطوة في سباق الحضارة.
حضر حفل الافتتاح معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان (وزير التسامح) والشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، ومعالي الدكتور أنور محمد قرقاش (وزير الدولة للشؤون الخارجية، رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية)، ومعالي الفريق ضاحي خلفان تميم بن تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، والأديب عبد الغفار حسين والدكتور سليمان موسى الجاسم نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية وعدد من أعضاء مجلس الأمناء، ومدراء لمؤسسات ثقافية وإعلامية وتعليمة وشخصيات ثقافية وإعلامية، وفضلاً عن جمهور كبير من المهتمين والمتابعين وأساتذة وطلاب مجموعة من الجامعات والكليات في الإمارات.
وقد أفتتح الملتقى بالسلام الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة ثم ألقى معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان (وزير التسامح) كلمة جاء فيها:
(يسعدني أن أكون معكم اليوم ، في هذه اللقاء ، الذي تنظمه مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية ، ومبعث سعادتي ، هو أن هذه المؤسسة ، في كافة أنشطتها ، تبرهن دائماً وبصدق ، على وفائها الممتد ، لذكرى صاحبها ، المغفور له ، سلطان بن علي العويس – ندعو الله أن يتغمده بالرحمة والرضوان ، لقاء إسهاماته المهمة ، في خدمة الفكر والثقافة ، في الإمارات ، وفي المنطقة كلها – إننا باجتماعنا هنا اليوم ، إنما نعبر عن اعتزانا به ، كابنٍ بار من أبناء الإمارات ، ستظل أعماله الجارية والمتجددة بيننا ، وهي رمز عطاء ، ودليل فخر ، ومصدر اعتزاز ، على الدوام)
وأضاف معاليه في كلمته:
(إن مبعث سعادتي أيضاً ، هو أن هذا اللقاء ، يضم نخبة طيبة ، من قادة الفكر والثقافة ، في المجتمع – أنتم أيها الإخوة والأخوات ، لكم دور رائد ، في تشكيل وجدان الأمة ، وإثراء حياة الفرد والمجتمع – أنتم ، في مؤسسة العويس الثقافية ، تعبرون بمبادراتكم وأنشطتكم ، عن آمالنا وطموحاتنا ، في الحفاظ على تراث الوطن والأمة ، وفي التأكيد على القيم الحضارية والإنسانية ، التي تشكل مسيرة الإمارات ، وبالذات ، في التواصل مع الآخر ، وفي نشر مبادئ التسامح والسلام ، بل وكذلك ، في تعميق الاعتزاز بمسيرة الدولة ، وبقدرتها الفائقة ، على التعامل الناجح ، مع كافة القضايا والتحديات).
وأضاف في كلمته:
(كان المغفور له الوالد الشيخ زايد، يقول لنا دائماً : إن ثقافتنا في الإمارات، هي ثقافة عربية إسلامية ، نابعة من ديننا الحنيف ، وعروبتنا الأصيلة ، ولكنه كان يقول لنا أيضاً ، إن ثقافتنا هي كذلك ، ثقافة عالمية ، تعزز انتماءنا الإنساني ، وتأخذ في الاعتبار ، تعدد الثقافات ، في العالم من حولنا – كان يقول لنا ، إن الثقافة في الإمارات ، تشمل الإنسان كله : روحه وعقله ، إرادته ومعتقداته ، عاداته وسلوكه ، وإنها كذلك ، ثقافة علمية عقلانية ، تدعو ذوي الألباب ، إلى التأمل والتدبر – كان يقول لنا ، إنه يجب أن ندرك ، أن الثقافة في الإمارات ، تجمع بين الثبات والمرونة ، فهي ثابتة أمام كل ما يتصل بالعقيدة والعبادات والأخلاق ، وهي مرنة ، من خلال انفتاحها على الثقافات الأخرى – كان يؤكد لنا دائماً ، على أهمية تأكيد الهوية الوطنية ، وتنمية الاعتزاز بالنفس ، لدى جميع أبناء وبنات الإمارات ، وتأكيد دورهم ، في نشر مبادئ التعايش والسلام ، بل وكذلك دورهم ، في تأكيد مكانة الثقافة ، في تحقيق الوحدة في المجتمع ، وكان كل ذلك ، يتجسد دائماً ، في أقواله وأفعاله ، وبالذات : في دعم الفنانين والكُتاب وأصحاب المواهب ، في كافة ربوع الدولة ، وفي تأكيده المستمر ، على أهمية أنشطة الإبداع والابتكار ، في تحقيق التنمية المستدامة – تتجسد أعمال وإنجازات القائد المؤسس ، فيما أصبحت عليه الإمارات ، ولله الفضل والحمد ، من جسرٍ ممتد ، لتواصل الثقافات ، وتلاقي الحضارات ، وفيما تمثله من نموذج مرموق ، للتعايش والتسامح ، بين سكانها الذين ينتمون لجنسيات متعددة ، بالإضافة إلى نجاحها في توظيف هذا التنوع السكاني ، في تحقيق التقدم والرخاء للجميع ، في كافة الميادين).
ثم ألقى معالي الدكتور أنور محمد قرقاش (وزير الدولة للشؤون الخارجية، رئيس مجلس أمناء مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية) كلمة ترحيبية أكد فيها على دور الثقافة في تعميق الحس بالمسؤولية الوطنية سيراً على إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان، وتأكيداً على نهج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد أل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، وتعزيزاً لتطلعات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد أل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله وأخيه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، لتكون الثقافة حاجة بشرية تكبر من خلالها الأمم وتتقدم من خلالها الشعوب.
وشكر معالي الدكتور أنور محمد قرقاش المشاركين في الملتقى لما بذلوه من جهد لإنجاح هذا الحدث الكبير وتمنى لهم التوفيق في عملهم.
ثم قدم معالي ضاحي خلفان ورقة بعنوان زايد والبعد الثقافي تطرق فيها إلى عدة مناح من حياة المغفور له زايد، وقدم سعادة بلال البدور ورقة بعنوان زايد والتعليم سرد فيها طبيعة زايد المحبة للتعليم وتشجيعه لطالبي العلم، ثم زايد والتاريخ للأستاذة الدكتورة فاطمة الصايغ التي طوفت فيها على محطات من حياة زايد وعلاقته مع التراث والتقاليد وكذلك فعل الدكتور فالح حنظل حيث أعطى زايد من وقته لتوثيق الأمكنة والاهتمام بها لتكون مفخرة للأجيال، وفي ختام الجلسة الأولى قدم ناصر حسين العبودي نبذة عن علاقة زايد مع التراث.
وفي الجلسة الثانية قدمت الشيخة د. شما بنت محمد بن خالد آل نهيان، عرضاً لبحث بعنوان زايد والمرأة تطرقت فيه إلى الدور الذي أولاه زايد بن سلطان للمرأة لتكون في المكانة التي وصلت إليها اليوم. وقالت في ورقتها (إن زايد هو من صنع حضورا متميزا للمرأة الإماراتية كما كان عطاء صاحبة السمو الشيخة فاطمة بنت مبارك حفظها الله حين آمنت بفكره فقدمت للمراة الإماراتية رحلة عطاء ممتدة لليوم لم ولن تتوقف فمنذ إنشاء الإتحاد النسائي و صاحبة السمو الشيخة فاطمة بنت مبارك لا تتوقف عن بث الروح الطموحة في وجدان كل إمرأة إماراتية بعطاءها و رعايتها و دفعها لها لتكون جزءا فاعلا حقيقيا في كل مجالات الحياة في دولة الإمارات العربية المتحدة ).
كما قدم علي عبيد الهاملي بحثاً عن وزايد والإعلام تذكر من خلاله مواقف للمغفور له زايد بن سلطان مع الإعلام والإعلاميين وضرب بعض الأمثلة التي أكدت تقدير باني نهضة الإمارات للإعلام باعتباره أداة قوية تحرك المجتمع وتنقله من حال إلى حال. كما تطرقت الدكتور مريم الهاشمي إلى موضوع زايد والشعر وجاءت بأمثلة تؤكد على حب زايد للشعر وتقديره للموهوبين في هذا الميدان، بينما توقف الباحث والشاعر محمود نور أمام محطات نبطية و فصيحة في حياة الشاعر زايد بن سلطان من خلال ورقته زايد شاعراً نبطياً.
وفي ختام الملتقى ألقى الشاعر الدكتور عارف الشيخ قصيدة بمناسبة مئوية زايد.