قـلـبي يُـحدثُني بأنك مُـتلفي
روحـي فِداك، عرَفت أم لم تعرفِ
لم أقضِ حق هواكَ إن كنتَ الذي
لـم أقـض فيه أسى ومثلي مَن يفي
مـا لي سوى روحي وباذلُ نفسه
فـي حب من يهواه ليس بمسرفِ
فـلئن رضـيتَ بها فقد أسعفتني
يـا خيبة المسعى إذا لم تسعفِ!
يـا مانعي طـيب المنام ومانحي
ثـوب الـسقام بـه ووَجدي المتلفِ
عـطفا على رمَقي وما أبقيتَ لي
من جسمي المضنى وقـلبي المُدنفِ
فـالوجد بـاقٍ والوصال مماطلي
والـصبر فانٍ والـلقاء مسوِّفي
لم أخلُ من حسدٍ عليكَ فلا تُضِع
سهَري بتشنيع الخيالِ المُرجِفِ
واسأل نجوم الليل هل زار الكرى
جَـفني وكيف يزور من لم يعرفِ
لا غـرو إن شحّت بغمضٍ جفونها
عـيني وسـحّت بالدموع الذرّفِ
وبما جرى في موقف التوديع من
ألـم النوى شاهدتُ هول الموقفِ
إن لم يكن وصـلٌ لديكَ فعِد به
أملي وماطل إن وعدتَ ولا تفي
فـالمطلُ منك لديَّ إن عزَّ الوفا
يـخلو كـوصلٍ من حبيبٍ مسعفِ
ابن الفارض
1181 ـ 1235