اختتمت جمعية الفجيرة الاجتماعية الثقافية مشاركتها في الدورة الـ 28 من معرض أبوظبي الدولي للكتاب بأمسية تراثية ثقافية بعنوان “الفجيرة أصالة وحضارة”، استضافتها منصة “كانون الشرق الأوسط”، وتحدث فيها سعيد السماحي مدير عام هيئة الفجيرة للسياحة والآثار والباحث التراثي عبدالله خلفان الهامور وأدارتها فاخرة بن داغر عضو مجلس إدارة الجمعية، وذلك بحضور حبيب الصايغ الأمين العام للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب رئيس اتحاد كتاب وأدباء الإمارات وخالد الظنحاني رئيس الجمعية ونخبة من المثقفين والإعلاميين وجمهور المعرض.
بدأت الأمسية بعرض أوبريت “عام زايد”، قدمته الفنانة الإماراتية إيمان الهاشمي، تلتها فاخرة بن داغر مديرة الأمسية التي قدمت نبذة عن تاريخ الفجيرة، حيث قالت: إن الفجيرة إمارة استثنائية في موقعها، ومتميزة بتاريخها، ومحافظة على إرثها الشعبي المتمثل في الشعر والفنون الشعبية والتمسك بالعادات والتقاليد، التي ما زالت تتوارثها الأجيال حيث أن الإمارة اشتهرت بفن وشعرٍ خاص دون الإمارات الأخرى.
وأضافت: لا يمكننا أن نتجاهل شموخ الحضارة والتاريخ القديم في الفجيرة والمتمثلة بالقلاع والحصون التي تنتشر على أرض الفجيرة والتي تعود إلى فترة الألف الثاني قبل الميلاد وهي الفترة الانتقالية ما بين العصر البرونزي والعصر الحديدي، والشاهدة على تاريخ حافل من الشجاعة والإقدام.
وبدوره تحدث سعيد السماحي عن أبرز الاكتشافات الأثرية بالفجيرة وأبرز الحقب الزمنية التي تعود إليها وأوضح أن من أهم اكتشافات الهيئة مؤخراً هي اكتشاف مستوطنة بشرية في منطقة قدفع التي تعود إلى بداية الألفية الثانية قبل الميلاد.
واستعرض السماحي أعمال الترميم التي نفذتها الهيئة لعدد من القلاع والحصون الجديدة، أبرزها قلعة القرية في منطقة القرية وقلعة حبحب في منطقة حبحب، وبناء بوابة تراثية لمدخل قلعة الفجيرة الأثرية.
ولفت السماحي إلى أن لدى الهيئة مشاريع سياحية كثيرة لجذب أكبر عدد ممكن من الزوار وخاصة في ظل نمو عدد الفنادق والمنشآت الفندقية التي باتت تشكل طفرة جديدة تضاف إلى النجاحات التي حققتها الإمارة على الصعيد السياحي ومكنتها من تعزيز موقعها على خارطة السياحة بالدولة والمنطقة.
من جانبه، أكد الباحث في التراث الإماراتي عبدالله الهامور، أن المجتمع الإماراتي متعطش للعودة إلى التراث، مشيراً إلى أهمية الحفاظ على الموروث الحضاري والتراث الإنساني الإماراتي، وترسيخ مشهد الماضي العميق بالأصالة في نفوس الجيل الجديد، ومشدداً على أهمية توريث فن السنع الموروث الشعبي المتأصل للأجيال القادمة.
وأوضح الهامور أن أهالي إمارة الفجيرة ما يزالون يحافظون على التراث الإماراتي رغم انفتاحهم على الكثير من الثقافات المتنوعة نظراً لموقع الإمارة الجغرافي المتميز واتصالها مع عدد كبير من الشعوب، لافتاً إلى أن العادات والطقوس القديمة ما تزال حاضرة بين سكان الإمارة في المناسبات الاجتماعية والوطنية.
وأشار الهامور إلى أن تاريخ الإمارة مكتوب على الصخور والبيوت القديمة وعلى رمال شواطئها، فكل زائر حط رحاله بالفجيرة، وجد الأصالة والحضارة المرسخة في عمق التاريخ.
وفي ختام الأمسية كرم خالد الظنحاني رئيس الجمعية مجموعة من الشخصيات الثقافية الإماراتية، فضلاً عن المشاركين في الأمسية بشهادات وهدايا تذكارية تقديراً لإسهاماتهم الفاعلة في الحفاظ على التراث الثقافي الإماراتي العريق.