أصدر مشروع «كلمة» للترجمة في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي كتاباً جديداً بعنوان «يوميات كافكا: 1910-1923» للكاتب ستيفن كونور، نقله إلى العربية المترجم والناقد الأردني الدكتور خليل الشيخ.
يتناول الكتاب تفاصيل حياة كافكا، الذي شرع منذ أوائل الثلث الثاني من عام 1910، وهو في عمر الـ27 بكتابة يومياته، ومن ثم توقف عن كتابتها في عام 1923 وهو على أبواب الـ 40 من العمر. تكمن قيمة يوميات كافكا في كونها تمثل نصاً شارحاً لنصوصه السردية الأخرى، يضيء عوالمها ويفسر غوامضها ويبين طبيعة ولادة بعضها وعوالم المرض والتشاؤم والخيبات. وفي كل الأحوال، فيوميات كافكا تبين طبيعة أزمات العالم الكافكاوي، وما فيه من اضطراب وإحساس باللاجدوى، فضلاً عن أنّ التدرج فيها يكشف ما طرأ على هذا العالم من تحولات، وإن كانت كل حركة في اليوميات تتم في إطار ثوابت ذلك العالم المحكوم بالعجز وعبثية الوجود. لكن كل هذا الشعور بالاغتراب والإحساس بالفجيعة والقلق الوجودي العميق، كان يثير مسألة الهوية التي برع كافكا في التعبير عن إشكالاتها الكثيرة، التي كان يعيشها على شتى المستويات.
شكلت مدينة براغ فضاء يوميات كافكا التي عاش فيها ودرس في جامعتها وعمل في مؤسساتها، وظل لا يرغب ولا يستطيع أن يغادرها. فاليوميات تكشف عن أجواء كافكا وصداقاته وخيباته ومرضه وتشاؤمه ومحاولاته للتغلب على تلك الأزمات، التي أفضت إلى موته بمرض السل في سن مبكرة.
يعدّ فرانز كافكا، التشيكي المولد، الألماني اللغة، واحداً من أبرز الروائيين في القرن الـ20، كما كانت حياته القصيرة حافلة بالمعاناة والصراع والمرض والإحساس بالخيبة. وقد صارت الكافكاوية في الأدب دلالة على لون من الكتابة يتسم بالسوداوية والوقوع في المتاهة. كما في رواياته الشهيرة «المسخ» و«المحاكمة» و«القلعة». وتجيء يوميات كافكا بمثابة النص الشارح الموازي لتلك الإبداعات، والكاشف لبعض سياقاتها والقادر على بلورة معالم العالم اليومي لكافكا، من لحظات البداية، وصولاً إلى الأوقات الحرجة في حياته التي انتهت بمرض السل وبالوفاة في مصح كيرلينج بالقرب من مدينة فيينا.