منحت «جائزة سركون بولص للشعر وترجمته» في دورتها الأولى 2018 إلى الشاعر والمترجم المغربي مبارك وساط، واختارته لجنة التحكيم لكونه شاعرًا مبدعًا كما جاء في بيانها «امتاز بشحن قصيدته بطاقة تخيلية وبلاغية لافتة من عناصر مختبئة في مشهد واقعي تبدو مكتملة في ظاهرها اليومي، لكنها عصية على الاكتمال في جوهرها الغائب، وبسعيه إلى إدماج العالم الواقعي بعالم المخيلة. بخاصة في ديوانه «عيون طالما سافرت» إذ يدأب على تحويل الحياة اليومية بوصفها نثراً إلى شعر ينتمي للزمن من دون أن يسقط في النثرية، ويصل إلى الإمساك بفكرة قصيدته من دون أن يسقط في الذهنية، كما أن البناء في نصوصه خيط غير مرئي يحيل النثر إلى قصيدة عبر تماسك اللغة وطيفية الصورة وصفاء الفكرة ونموها. كما اعتمد في كتابته الشعرية قاموساً معاصراً، يمتح في بعض الأحايين من التراث من جهة أولى، ومن منجزات الحداثة الشعرية الغربية من جهة ثانية، من دون أن يتعارضا أو ينقض أحدهما الآخر، كل هذا جاء برفقة ترجمات لأعمال شعرية ونثرية اتسمت بالأصالة في الاختبار والسلاسة في اللغة، وذلك في أجمل «خيانة» ممكنة للأصل». «جائزة سركون بولص للشعر وترجمته» جائزة تقديرية تمنحها منشورات الجمل ويعلن اسم الفائز بها في 22 تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام، وتسلم هذا العام إلى الفائز بها خلال معرض الدار البيضاء للكتاب 2019 في المغرب.
مبارك وساط، السيرة والأعمال:
شاعر ومترجم مغربيّ، وُلِد ببلدة مزيندة (إقليم آسفي، المغرب)، في 16-10-1955. درس الرياضيات والفيزياء لسنتين في كلية العلوم بالرباط (1972-1974)، ثمّ انتسب إلى شعبة الفلسفة بكلية الآداب (بالرباط، أيضاً)، وحصل على الإجازة في الفلسفة سنة 1980، وقد اشتغل بتدريس هذه المادّة حتّى 2005.
– مجموعاته الشّعريّة: على دَرَج المياه العميقة (دار توبقال، الدّار البيضاء، 1990)؛ محفوفاً بأرخبيلات… (منشورات عكاظ، الرّباط، 2001)؛ راية الهواء (منشورات عكاظ، الرّباط، 2001)؛ فراشة من هيدروجين (دار النّهضة العربيّة، بيروت، 2008)؛ رجل يبتسم للعصافير (منشورات الجمل، بيروت، 2010). مختارات بالفرنسيّة والعربيّة، بعنوان: Un éclair dans une forêt (منشورات المنار، باريس، 2010)؛ «عيون طالما سافرتْ» (منشورات بيت الشّعر بالمغرب، 2017). تُرجِمتْ له قصائد إلى عدد من اللغات الأجنبيّة. تَرْجم إلى العربية نصوصاً شعريّة ونثرية عديدة، ومن ترجماته الصادرة في كتب: نادجا لأندري بريتون (منشورات الجمل، بيروت، 2010)، والتّحوّل، لفرانتس كافكا (منشورات الجمل، 2012).
“جريدة الحياة”