منذ متى ظهرت فكرة المخلوقات الفضائية؟ من الأساطير إلى الخيال ثم الخيال العلمي فالعلم بنظرياته وتطبيقاته في علوم عدة. في القرآن بعد آخر: «ومن آياته خلق السماوات والأرض وما بث فيهما من دابة وهو على جمعهم إذا يشاء قدير» (الشورى 29).
حتى مطلع القرن العشرين كان الخيال يحبو. كان مفهوم الكون منحصراً في سكة التبانة. لم يكن يعلم أن مجرتنا بها أكثر من مئتي مليار نجم وأن شمسنا هي من أصغرها. عدد مجرات الكون نحو من تريليونين. اضرب الرقم في مئة مليار نجم فقط. العلماء لا يصدقون أن نكون وحيدين في المنظومات التي تحتضن تريليونات الكواكب، من بينها ما يشبه الأرض في العوامل المساعدة على انبثاق الحياة، ولا ضرورة لأن يكون أساسها الماء والكربون مثل أرضنا.
انعكست الآية، صارت مشكلة العلماء هي ألا تكون في الكون حياة غير حياتنا، لأن الاحتمالات أكثر من تريليونية، فعدد النجوم في المجرات جميعاً ليس أقل من«مئتي ألف مليار مليار»، فكم عدد كواكبها؟ ههنا يكتب الخيال السيناريوهات، مع الدعابة. من ذلك نظرية لا يستبعدها حتى العلماء الجادون، مفادها احتمال أن تكون حضارات قد تجاوزت الأرضيين بعوالم من التطور، فصارت عندما تزور الأرض من دون أن تُرى، تتصرف إزاءنا، كما نتصرف نحن مع صراعات الحيوانات في الغابات والسباسب: «لا تتدخلوا في معاركهم وأكل بعضهم بعضاً، لا تعطوهم طعاماً». ثمة نقطة خيالية علمية رائعة: نحن نسير من المادي إلى اللامادي. اقتصاد المعرفة بداية الطريق. المكتبات والأفلام والموسيقى والبرمجيات كلها رقمية، غداً تأتي فيزياء الكم والعلوم العصبية بما هو أعجب. تصور الآن حضارة سبقتنا بمئة مليون سنة، وظلت تتطور بسرعة تقدم العلوم والتقانة اليوم، ستصبح قطعاً وعياً غير محدود القوى، مختلفاً إلى حد عدم القدرة على التفاهم معنا.
لزوم ما يلزم: النتيجة التفاؤلية: لدينا كفاءات ومواهب مهملة، أولئك الخبراء في الجن والعفاريت، نجعلهم سفراءنا إلى الحضارات الفضائية. فُرجت!
جريدة الخليج