تقدم الفنانة الإماراتية فاطمة أحمد الحوسني في معرضها الجديد المقام تحت عنوان: «امرأة عربية»، في فندق فور سيزونز في جميرا، والذي يستمر حتى 27 من الشهر الجاري، بروتريهات لوجوه نساء عربيات في حالات مختلفة، احتفاء بالمرأة الإماراتية والعربية، وتبياناً للدور الكبير للنساء في المجتمعات العربية بصورة عامة، وفي تاريخ وحاضر الإمارات بصورة خاصة.
تحمل كل لوحة في المعرض موضوعاً يتحدث عن لحظة معينة للمرأة، لذلك تم اختيار أسماء عربية قديمة لتعبر عن تلك اللحظة أو موضوع اللوحة، بما يوحد ثيمة الأعمال، فهنالك مثلاً: لوحة تحمل اسم «عجمة» وهي تعني الغموض، وذلك من صفات المرأة العربية، وتشير كذلك إلى القوة، وأيضاً لوحة تحمل اسم «جموح» وتشير إلى القوة، و«دعجاء» وهي صفة موجودة في الشعر العربي الجاهلي، وتعني العيون السوداء الكبيرة، وهنالك «ود»، فالمرأة العربية إلى جانب قوة شخصيتها، تتميز بالحنان والرقة، ولوحات أخرى تحمل أسماء «سلام»، و«الخود»، و«ادماء»، و«هجان»، وكلها صفات تشترك فيها المرأة العربية، حيث إن اللوحات لا تبرز صفات نساء مختلفات، بل امرأة واحدة تحمل الصفة ونقيضها.
وتعمل الحوسني على إبراز تلك اللحظات والحالات من خلال استخدام الألوان بطريقة معينة في كل حالة، وكذلك من خلال إبراز نظرات العيون الدالة على الحالة المعينة، فكل المواضيع في اللوحات تعتمد على نظرات العين، بحيث تبرز اللوحات مجتمعة كل تلك اللحظات الجمالية التي تتصف بها المرأة العربية، وقد أضافت الحوسني «الشال» في كل لوحة حتى تعطي بعداً ثقافياً وحضارياً يعبر عن التراث العربي، فالشال له دلالاته التي تشير إلى العفة والحياء.
ودرست الحوسني الأدب الإنجليزي في جامعة الإمارات، واختارت طريق الفنون لتصقل الموهبة بالدراسة في إيطاليا بعد كورسات داخل الدولة، ليأتي أسلوبها متأثراً بالمدرسة الإيطالية، والتراث العربي في الرسم والتشكيل.
وتقول الحوسني: «إن المعرض يعبر بدقة عن الوضعية المميزة التي تتمتع بها المرأة الإماراتية، التي تجد اهتماماً كبيراً من مؤسسات الدولة وحكامها، وقد منحها ذلك فرصة كبيرة للظهور والكشف عن مواهبها وإمكانياتها».
وأشارت الحوسني إلى الدور الكبير لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك «أم الإمارات»، والتي تعتبر ملهمة لكل النساء الإماراتيات والعربيات، فهي تمثل قوة المرأة وتمكينها، ومن خلال هذه العوالم، فإن اللوحات أو البروتريهات، جاءت لتعبر عن تلك المكانة التي وصلت إليها المرأة الإماراتية، وكذلك تاريخها التليد، فهي تشير إلى خصوصية المرأة العربية في العالم وتأثيرها القوي في كل المجالات التي طرقتها.
وتهتم موضوعات الحوسني بصورة عامة بأوجه الحياة العربية، فكل أعمالها مرتبطة بحبل سري بالتراث العربي، وتعمل على تطوير وإنجاز نمط فريد من الصور التراثية، يأخذ من التراث مع لمسات إيطالية، وقد اتجهت بشكل أساسي نحو الفن التجريدي المعاصر، مع الاحتفاظ بالهوية التراثية في العمل الفني.
«امرأة عربية» هو المعرض الأول للحوسني في الإمارات، سبقه معرضها في روما عام 2017، وتم تكريمها فيه تقديراً لجهودها الفنية التي تهدف لنشر التراث الإماراتي، حيث تناول المعرض المرأة والتراث العربيين، ضمن فعاليات عيد الاتحاد، وهي فعالية نظمتها السفارة الإماراتية في إيطاليا.
وتستخدم الحوسني الألوان الزيتية، وتركز على قوة الألوان وضربات مبدعة للفرشاة لإظهار تفاصيل العمل الفني، ونقل الحالة النفسية للمتلقي.
وتشير الحوسني إلى أنها اتجهت لفن البورتريه، لما وجدت فيه من زخم تعبيري وجمالي، إضافة إلى كونه قليلاً في الإمارات، على الرغم من وجود فنانين كثر، وعلى الرغم من أن الحركة الفنية في الإمارات تشهد ازدهاراً غير مسبوق.
وبيّنت أن فكرة المعرض تعتمد على إظهار صفات المرأة العربية الداخلية والخارجية من خلال موضوعات مختلفة، موضحة أنها تأمل إقامة العديد من المعارض التي تتناول مواضيع التراث، من أجل إبراز جمالياته ومواءمته مع الحاضر، من خلال الفن التجريدي.
وأشادت الحوسني بالحركة التشكيلية والفنية في الإمارات، بما تشهده من زخم غير مسبوق، عبر إقامة المهرجانات الفنية في كافة إمارات الدولة، واحتضان صالات العرض والمتاحف والجاليريات، بما يمنح الفنان الإماراتي آفاقاً واسعة للعمل والبحث والاطلاع على التجارب التي يقدمها فنانون من كل أنحاء العالم.
جريدة الخليج