توفي يوم الحد 20 مايو 2018 المؤرخ والباحث المخضرم في شؤون الشرق الأوسط، برنارد لويس، والذي يوصف بأنه ترك أبلغ الأثر في تشكيل نظرة الغرب إلى هذه المنطقة، عن عمر يناهز المئة وعاما.
ولد لويس في لندن عام 1916 لأسرة يهودية من الطبقة الوسطى، وعرف بولعه باللغات والتاريخ منذ سن مبكرة، إذ اهتم بدراسة اللغة العبرية ثم انتقل لدراسة الآرامية والعربية، كما درس أيضا اللاتينية واليونانية والفارسية والتركية.
وتخرج عام 1936 من كلية الدراسات الشرقية والإفريقية (SOAS)، في جامعة لندن، في التاريخ مع تخصص في الشرق الأدنى والأوسط، ونال درجة الدكتوراه بعد ثلاث سنوات، من الكلية ذاتها في التاريخ الإسلامي.
عرف لويس باهتمامه بالتاريخ الإسلامي والتفاعل بين الإسلام والغرب وقد ركزت أعماله على خطوط ومعالم تشكيل الشرق الأوسط الحديث، كالانقسامات العرقية، وصعود التطرف الإسلامي والنظم الاستبدادية، التي دعم الغرب بعضها.
وخلف لويس أكثر من 30 كتابا ومئات المقالات والدراسات التي ترجمت الى أكثر من 20 لغة أخرى، كما اشتهر بتنقيباته في الإرشيف العثماني وكتاباته الغزيرة في تاريخ الإمبراطورية العثمانية.
في حياته الطويلة التي امتدت لأكثر من قرن عايش لويس أبرز الاحداث والتحولات في الشرق الأوسط، ما بعد الثورة العربية مطلع القرن الماضي، كإكتشاف النفط، وقيام دولة إسرائيل والحروب المتعددة بينها والدول العربية، وانتهاء بالربيع العربي، والحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
تجاوزت شهرة لويس الأوساط الأكاديمية واهتم بدراساته الكثير من مصادر صناعة القرار في الغرب، وفي واشنطن تحديدا في اعقاب انتقاله للعمل في جامعة برنستون في عام 1974.
وتقول صحيفة واشنطن بوست إن صداقة لويس، وتقاربة الأيديولوجي مع السياسي الامريكي وعضو مجلس الشيوخ هنري جاكسون، أحد صقور الحرب الباردة، فتحت أمامه أبواب صناع القرار في البيت الأبيض والبنتاغون وأعطته لاحقا مكانة أثيرة لديهم لا سيما في المرحلة التي سبقت غزو العراق في عام 2003.
واجه لويس انتقادات كثيرة، لاسيما في أوساط الباحثين الآخرين في شؤون الشرق الاوسط، وكان من أبرز منتقديه إدوارد سعيد، الذي وصف أعماله بأنها نخبوية وتميل إلى مصلحة التدخل الغربي في شؤون هذه المنطقة.
من كتبه التاريخية الشهيرة “أصول الاسماعيلية”، “العرب في التاريخ”،”الحشاشون فرقة متطرفة في الاسلام”، الاسلام في التاريخ” “اكتشاف المسلمين لأوروبا”، ” الاسلام من النبي محمد الى الاستيلاء على القسطنطينية” و”العرق والعبودية في الشرق الأوسط: استقصاء تاريخي”.
ومن ابرز كتبه التي تناولت الشرق الأوسط الحديث: “مستقبل الشرق الأوسط” و”تعدد الهويات في الشرق الأوسط” و”ظهور تركيا الحديثة” و”تشكيل الشرق الأوسط الحديث”.