صدر حديثاً العدد 15 من مجلة “قراءات” الشهرية التي تُعنى بعروض الكتب العالمية، وقد تصدرها ملف بعنوان “الاتحاد الأوروبي من ينقذه من يبكي عليه؟” وتضمن أربعة كتب ناقشت قضايا تشغل الشارع في أوروبا مثل: في موجهة الفوضى، انقاذ أوروبا لوزير خارجية فرنسا الأسبق هوبير فدرين، وكتاب الانتحار الغريب لأوروبا لمؤلفه دوغلاس موراي، وكتاب مستقبل أوروبا يتحدد في أفريقيا لمؤلفيه كريستوف برات وجان لوك بوشاليه، وكتاب ما بعد أوروبا لمؤلفه إيفان كراستيف.
ويتناول رئيس التحرير محمد مخلوف في كلمته الافتتاحية مشروع “قراءات” عبر الإصرار على المضي نحو ترسيخ الرسالة الصحافية/الثقافية قائلاً: (لقد كانت قناعتنا باستمرار هي أن العمل يحسّن العمل. ونطالب ونطلب ممن يهمهم عملنا أن لا يبخلوا علينا بملاحظاتهم التي سنتعامل معها بأكبر قدر ممكن من الاحترام أوّلا ومن المسؤولية ثانياً. هذا ما نفعله أساسا في إطار فريق عملنا الصغير وما نريد أن يكون المنارة التي نهتدي بها في علاقتنا مع قارئنا، من موقع أنه “شريك” في “الحلم” بمستقبل أفضل يتخطّى جميع “الطرق المسدودة”).
ويؤكد في موقع أخر من افتتاحيته (نحن مصرّون على صيانة توجهنا كي نجعل من هذه المطبوعة مشروعاً فكريا وثقافياً مثمراً من خلال ولوج عالم الكتب الرحب والمعطاء. فكل كتاب هو دعوة لاستخدام العقل كـ “معيار وحَكم”).
وفي باب فضاءات تطرح المجلة مادة غنية عن مكتبة الكونغرس وتسلط الضوء على المخطوطات الشعرية التي تضمها المكتبة حيث كتب العشاق ولوحاتهم تتبارى في وصف المحبوب، فضلاً عن الدراسات القديمة التي وضعها مستشرقون عن الشعر العربي، وسُلط الضوء بشكل خاص على كتاب “أشعر الشعر “لأحد رواد الصحافة العربية رزق الله حسون الحلبي الذي عاش في القرن التاسع عشر.
ثم تقدم المجلة مجموعة من الكتب المتنوعة التي تغطي التاريخ والجغرافيا والأدب وغيرها، ولا تستثني قصص النجاح والمستقبليات، حيث كتاب العودة من عالم ماركو بولو لمؤلفه روبرت د. كبلان ويناقش فيه الحرب والإستراتيجية والمصالح الأميركية في القرن الحادي والعشرين، بينما يناقش كتاب “ماذا يشبه المستقبل” لمؤلفه جيم الخليلي، الاكتشافات الكبرى كما يتوقعها العلماء، ويأخذنا كتاب “على طريق الدانوب” إلى عالم أدب الرحلات، وكذلك يفعل كتاب “تاريخ تونس من قرطاج إلى اليوم”، في حين يناقش كتاب “مسار تطور الحضارة الإنسانية عبر الحليب” عادات غذائية للشعوب حول العالم في دراسة راصدة للصحة والاقتصاد، وغيرها من الكتب التي تستهوي القارئ.
وتناول مدير تحرير المجلة حسين درويش في زاويته “أما قبل” ظاهرة المؤثرين الذين يتحولون إلى مؤلفين ويصدون الكتب ويتساءل: (لماذا هؤلاء يغزون عالماً ليس عالمهم وكيف جاءتْ بهم الدرب إلى منتديات الثقافة، الجواب سهل وبسيط، لم يأتوا هكذا.. بل جِيء بهم ليروجوا للحفل أو للأمسية أو للمعرض علّ متابعيهم يأتون معهم فتنتشر المعرفة وتعم الفائدة،)
ثم يستطرد قائلاً: (لسنا ضد الفكرة طالما خلفها هدف نبيل، وطالما دور هؤلاء المؤثرين ينتهي عند التقاط الصور ونشر الخبر وانفضاض المولد. لكن هناك من تعجبه الفكرة، فكرة أن يصبح كاتباً أسوة بمن يكتبون ويوقعون كتبهم في المعارض، وهكذا اندفع نفر منهم نحو عالم إصدار الكتب ليزاحموا خلق الله في صفحاتهم، وهاهم في معارض الكتب وأروقة المهرجانات يروجون لكتبهم ويسحبون البساط من تحت أقدام الكُتّاب، ويصطف متابعيهم بالمئات ليفوزوا بكتاب مُهِرَ بتوقيعهم وصورتهم وقد نشرت على مواقع التواصل كانتشار النار في الهشيم).
يذكر أن مجلة “قراءات” التي عاودت الصدور في فبراير الماضي لاقت صدى واسعاً بين القراء والمهتمين داخل الوطن العربي وخارجه، لأنها رصدت جانباً مهماً في الثقافة العالمية عبر طرحها للكتب الجديدة الصادرة بلغات غير العربية، ووضعتها بين أيدي القارئ حاملة له جديد المعارف والعلوم في شتى حقول المعرفة.
وفي مقابل نسختها الورقية أتاحت المجلة للقارئ نسخة الكترونية في موقعها على شبكة الأنترنيت بصيغتي النص المفتوح، والصفحات PDF لسهولة تصفح المواد ويمكن الوصول إليها عبر الرابط الالكتروني www.qiraatmagazine.com.