على جري «التقليعات» التي تعرفها شبكات التواصل الاجتماعي، انتشر في الأيام التي بدأنا بها العام الجديد تطبيق على منصة «فيسبوك» بعنوان «تحدي السنوات العشر»، هو عبارة عن مقارنة بين صورتين للمشترك تفصل بينهما عشر سنوات، فيختار الشخص صورة تعود للعام 2009، وبجانبها صورة التقطت له حديثاً، أي في هذا العام.
لا يخلو الأمر من ضربٍ من ضروب التسلية. كلنا نحب ملاحظة الفروق بين صُورنا وصور من يهمنا أمرهم في الفترات المختلفة، لنرى ما ترك الزمن على ملامحنا من تغييرات. ولأن في الأمر تسلية، فلم أنجُ بنفسي من فعل الشيء نفسه.
بحثت عن صورة لي في أرشيف هاتفي المحمول تعود إلى العام 2009 بالذات فلم أجد، ولكن عيني وقعت على صورة لي بصحبة بعض الأصدقاء التقطت في حفل أقامه البحرينيون في العام 2005 الذين درسوا في الجامعات المصرية في سنوات شبابهم، أرسلها لي أحد من جمعتهم معي الصورة قبل فترة، فاقتطعت صورتي من بين الجمع، واخترتها لتكون بجانب صورة لي التقطت قبل نحو شهر.
شأني شأن الكثيرين ممن فعلوا الشيء نفسه تلقيتُ تعليقات تندرج في باب «رفع المعنويات»، من قبيل: «ما شاء الله عليك، لم تتغير أبداً»، وقد يبلغ الأمر ببعض الأصدقاء الزعم ب «أنت الآن أحلى وأكثر شباباً». أعلم جيداً أني تغيرت، وأن الزمن فعل فعله في ملامح الوجه، وأن تجاعيد زحفت إليه، لكن لا بأس، كلنا ضعفاء إزاء المديح كما يقول كونديرا.
صديقة من العراق جمعتني وإياها بيروت في زمنٍ مضى هي الأديبة سعاد الجزائري كتبت التالي: «يختلف شكلك عن أيام بيروت، قبل حوالي 34 عاماً». شكراً لسعاد مؤلفة «سيدة الظلمة وظلّها» التي ذكّرتني كيف كنت أبدو قبل أكثر من ثلاثين عاماً. سقى الله تلك الأيام.
الصحفي البحريني غسان الشهابي نشر على صفحته ما يشبه الاستطلاع للآراء محوره: (في «هبّة» صور السنوات العشر: لماذا كلما كبرتم صرتم أجمل؟).
أغلبية من أجابوا رأوا أن السبب يعود إلى جودة كاميرات التصوير اليوم قياساً لما كانت عليه قبل أعوام. وإحدى السيدات أضافت: «تطور طرق المكياج أيضاً بالنسبة لنا».غسّان نفسه، ومستوحياً البيت الشهير في أغنية أم كلثوم على ما يبدو، خلص إلى: «قد يكون الماضي حلواً، إنما الحاضر أحلى».
هذا عن أشكالنا، لكن من يصغي، يا ترى، إلى التغيرات التي تطال أرواحنا، إلى ما فعلته السنون في نفوسنا؟
جريدة الخليج