قد نبدأ ولا ننتهي بسرْد ما يوحّد بين بني البشر وما تختلف فيه أجيالهم وهوياتهم وأصولهم العرقية. وهنا نضع يدنا على ما لا يحصى من الفروق والتشابهات في المراحل التاريخية، منفردةً ومجتمعةً. فالبشر، حسب النظرية الداروينية والنظريات السيكولوجية والمجتمعية، ليسوا أبناء الساعة، بل هم حصاد ما لا يُحصى من السنين، بالاعتبارات البيولوجية والسيكولوجية والعرقية والمجتمعية. وقد يتحول التباين بينهم إلى انقسامات تُنتج خلافات وحروباً، كما هو الحال العربي.
وقد ظهرت الوضعية العربية ضمن خط متصاعد من تلك الأحوال، التي ساهم العالم عموماً في تأجيجها ضمن خطين ناظمين، خصوصاً منذ القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، حيث راح الغرب يدشّن حالات جديدة مكرَّسة لخدمته، إذ كان يطمح للتوسع الجغرافي والاقتصادي لوضعه في خدمة التحول الجديد نحو إيجاد لواحق جغرافية واقتصادية وسياسية تفتح له أبواباً من الهيمنة الاقتصادية والعسكرية في تلك اللواحق، أي ما سماه «العالم الثالث» مقابل «العالم الأول» الذي هو الغرب نفسه.
وهكذا، في سياق تعاظم «العالم الأول»، وبروز «العالم الثالث»، إضافة إلى «العالم الثاني» الذي أخذ مكانه بين العالمين الأول والثالث.. صُنعت خريطة العالم كله تحت الضغط «التاريخي الوظيفي» للعالم الأول.
وهكذا أصبحنا وجهاً لوجه أمام حالات شمولية بلا منازع، أي العقدة التي تتحدد فيما يلي: في مرحلة العولمة التي أُدخلنا فيها، أو بالأحرى أُرغمنا على الدخول فيها بصيغة «المحايثة» دون المقاربة، ناهيك عن محاولة الإندماج فيها كعنصر فاعل.
لقد وصلنا إلى العولمة وعالمها الواسع الفعّال، وصلنا إليها بشيء من البعد، ولم ندخل في سياقها، ناهيك عن محاولة الاندماج فيها. إنها تلك اللحظة التاريخية الحاسمة التي قسمت العالم إلى قسمين اثنين كبيرين؛ أحدهما فاعل، وثانيهما يعيش مصائره برؤى ما قبل العولمة.. أحدهما فاعل بوتائر متعاظمة في الاقتصاد والسياسة والمعرفة والهوية، والثاني يراقب ما يحدث على الضفة الأخرى من العالم، دون أن يغير أو يؤثر في التاريخ.
وفي هذا السياق، أجد أن إحدى خصائص الشعوب التي تعيش خارج تاريخها ناهيك عن تاريخ العالم، التعايش باستمرار مع مجموعة ضخمة من المصاعب في حقول حياتها المجتمعية على كل الصعد.
وضمن هذه الصورة القاتمة، نذكر ما صرّح بع أحد عمالقة الغرب، حين كشف عن أخطر ما يواجهه نظام العولمة، حيثما يسود ويهيمن. لقد قال خلال القرن التاسع عشر (البعيد عن قرننا الحادي والعشرين)، أي قبل ولادة العولمة بقيادة الدولة الأكبر (الولايات المتحدة الأميركية): كلما ارتفعت قيمة الأشياء، هبطت قيمة الإنسان.
وهنا يمكن أن نشهِر في وجه العولمة موقفَ الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، مُعتذِراً لمن اقترحوا عليه الصلاة في كنيسة القيامة: «لا، لا أفعل ذلك، كي لا يقال صلى هنا عمر، فلتتحولْ إلى مسجد».
وقد ظهرت الوضعية العربية ضمن خط متصاعد من تلك الأحوال، التي ساهم العالم عموماً في تأجيجها ضمن خطين ناظمين، خصوصاً منذ القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، حيث راح الغرب يدشّن حالات جديدة مكرَّسة لخدمته، إذ كان يطمح للتوسع الجغرافي والاقتصادي لوضعه في خدمة التحول الجديد نحو إيجاد لواحق جغرافية واقتصادية وسياسية تفتح له أبواباً من الهيمنة الاقتصادية والعسكرية في تلك اللواحق، أي ما سماه «العالم الثالث» مقابل «العالم الأول» الذي هو الغرب نفسه.
وهكذا، في سياق تعاظم «العالم الأول»، وبروز «العالم الثالث»، إضافة إلى «العالم الثاني» الذي أخذ مكانه بين العالمين الأول والثالث.. صُنعت خريطة العالم كله تحت الضغط «التاريخي الوظيفي» للعالم الأول.
وهكذا أصبحنا وجهاً لوجه أمام حالات شمولية بلا منازع، أي العقدة التي تتحدد فيما يلي: في مرحلة العولمة التي أُدخلنا فيها، أو بالأحرى أُرغمنا على الدخول فيها بصيغة «المحايثة» دون المقاربة، ناهيك عن محاولة الإندماج فيها كعنصر فاعل.
لقد وصلنا إلى العولمة وعالمها الواسع الفعّال، وصلنا إليها بشيء من البعد، ولم ندخل في سياقها، ناهيك عن محاولة الاندماج فيها. إنها تلك اللحظة التاريخية الحاسمة التي قسمت العالم إلى قسمين اثنين كبيرين؛ أحدهما فاعل، وثانيهما يعيش مصائره برؤى ما قبل العولمة.. أحدهما فاعل بوتائر متعاظمة في الاقتصاد والسياسة والمعرفة والهوية، والثاني يراقب ما يحدث على الضفة الأخرى من العالم، دون أن يغير أو يؤثر في التاريخ.
وفي هذا السياق، أجد أن إحدى خصائص الشعوب التي تعيش خارج تاريخها ناهيك عن تاريخ العالم، التعايش باستمرار مع مجموعة ضخمة من المصاعب في حقول حياتها المجتمعية على كل الصعد.
وضمن هذه الصورة القاتمة، نذكر ما صرّح بع أحد عمالقة الغرب، حين كشف عن أخطر ما يواجهه نظام العولمة، حيثما يسود ويهيمن. لقد قال خلال القرن التاسع عشر (البعيد عن قرننا الحادي والعشرين)، أي قبل ولادة العولمة بقيادة الدولة الأكبر (الولايات المتحدة الأميركية): كلما ارتفعت قيمة الأشياء، هبطت قيمة الإنسان.
وهنا يمكن أن نشهِر في وجه العولمة موقفَ الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، مُعتذِراً لمن اقترحوا عليه الصلاة في كنيسة القيامة: «لا، لا أفعل ذلك، كي لا يقال صلى هنا عمر، فلتتحولْ إلى مسجد».
جريدة الاتحاد