صَحِبَ النّاسُ قبلَنا ذا الزمانا
وعَناهُم من شأنِه ما عنانـا
وتولّوا بغصّةٍ كلّهم منْه
وإن سـرّ بعضـَهم أحيــانـا
رُبما تُحسِنُ الصّنيع لَيَالِيـ
ـهِ ولكِن تكدّرُ الإحْسَانا
وكأنّا لم يرض فينا بريب الـ
دّهر حتى اعانَه من اعانـا
كلّما انبتَ الزمان قناةً
ركّبَ المرءُ في القناةِ سِنَانـا
ومرادُ النفوسِ أصغر من أن
نتـعـادى فيه وأن نتـفـانـى
غيرَ أنّ الفتى يلاقي المنــــايـــا
كالـــحاتٍ ولا يـلاقي الهوانا
ولو أنّ الحياةَ تبقى لحي
لــعددنا أضـّـلّـنا الشجــعانــا
وإذا لم يكن من المــوتِ بدٌّ
فمن العجزِ أن تكون جبانا
كل مالم يكن من الصعب في الأنـــ
ــفس سهل فيها إذا هو كانا
المتنبي (915 ـ 965)