احتفاءً بالشارقة عاصمة عالمية للكتاب 2019، انطلقت أخيرا، في مركز مرايا للفنون في القصباء بالشارقة فعاليات معرض كتب طريق الحرير، الذي ينظمه المجلس الإماراتي لكتب اليافعين خلال الفترة من 18 أغسطس الجاري حتى 19 أكتوبر المقبل، بهدف تعريف الزوار على الأدب الصيني والثقافة التي وصلت عن طريق كتاب وفنانين من داخل وخارج الصين.
ويسعى المعرض إلى إعادة التعريف بطريق الحرير من خلال المؤلفات والكتب والمخطوطات التي شكلت تاريخه، حيث يكشف أهميته على صعيد الثقافة الإنسانية باعتباره نموذجاً حضارياً استطاع خلال ألفي عام أن يشكّل حلقة وصل تجارية وثقافية انطلقت من مدينة “تشان غان” عاصمة الصين القديمة مروراً بتيان شان، إلى أوروبا عبر طرق آسيا الوسطى والشرق الأوسط، بداية من القرن الثاني قبل الميلاد حتى القرن السادس عشر.
وحول هذه الاستضافة أشارت مروة العقروبي، رئيسة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، إلى أن المعرض يكشف للأجيال الجديدة والزوار أهمية التواصل والتبادل الثقافي بين الدول ودور المنجزات الإنسانية في بناء الحضارات.
وتابعت العقروبي “نسعى للاحتفاء بالشارقة العاصمة العالمية للكتاب للعام 2019 من خلال التعريف بالثقافة الصينية، وما طريق الحرير إلا واحد من الشواهد الحضارية التي دلّت على إصرار الإنسان وشغفه بالوصول إلى ثقافات ومعارف العالم المختلفة، فهذا الطريق الذي امتد على مسافة 5 آلاف كيلومتر لعب دوراً مهماً في تناقل العلوم واللغات والإبداعات الفنية والبضائع وغيرها، لهذا ارتأينا أن نفتح من الشارقة نافذة تروي التاريخ وتعرّف بخطوات رسمت ملامح وثقافات الشعوب”.
المعرض يقدم لزوّاره مجموعة متنوعة من ورش العمل الثقافية والمعرفية التي تستند على الكتب
ويضمّ المعرض مجموعة واسعة من كتب الأطفال واليافعين التي أبدعتها نخبة من الرسامين والمؤلفين وتروي في مضامينها قصصا وموروثات تاريخية قديمة حول الصين، إلى جانب استعراض الأساطير والأدب المعاصر، كما يوفّر المعرض فرصة الاطلاع على تاريخ القارة الآسيوية من خلال كتب مصورة تحتوي على مجموعة متكاملة من المعلومات العامة تضمها نحو 100 كتاب تروي سيرة الثقافة الصينية وحضارتها العريقة.
وتشتمل الكتب على رسوم توضيحية تروي حكاية القصص القديمة التي تغنّت بطريق الحرير أبدعها الفنان ماورو إيفانجليستا، البروفيسور بأكاديمية ماشيراتا، إلى جانب رواية “رحلة الغرب” المصوّرة الشهيرة التي أبدع في رسم نسختها الأولى الفنان التشيكي زدنيك سكلنار والثانية من إبداع الرسام الكوري شين دونغ جون، التي روت بصرياً تاريخ الطريق وجمالياته وما تبعه من أحداث تاريخية.
ويقدم المعرض لزوّاره مجموعة متنوعة من ورش العمل الثقافية والمعرفية التي تستند على الكتب، حيث يمكن للأطفال واليافعين بعد حضور الورش الاطلاع على المؤلفات التي شكلت مرجعاً لكل ما تعلموه، كما يقدم المعرض سلسلة من العروض الفنية والموسيقية لنخبة من العازفين، إضافة إلى استضافة الاحتفالات الخاصة بالمناسبات الصينية التقليدية مثل عيد منتصف الخريف المسمى بعيد القمر وهي مناسبة يحتفي فيها الصينيون بالحصاد، إلى جانب الأسبوع الذهبي، للاحتفال بالأعياد الوطنية.
صحيفة العرب