تتمتع دولة الإمارات بثقافة إيجابية، تمتد جذورها إلى الماضي العريق، وتتدلى ثمارها على الحاضر المشرق، وتمتد أغصانها إلى المستقبل المأمول، وهي ثقافة غنية بالقيم والمبادئ، تربط بين الماضي والحاضر والمستقبل وفق استراتيجيات مثلى، لتغدو دولة الإمارات وطناً استثنائياً، متميزاً من كل النواحي، متميزاً بقيادته الحكيمة، وشعبه الأصيل، وثقافته المستنيرة، وإنجازاته المتجددة.
لقد حققت دولة الإمارات قفزات تنموية في مختلف المجالات منذ بزوغ فجرها الساطع، ولا تزال عجلة التنمية والتطور تدور باستمرار دون توقف، ما جعل دولة الإمارات تتبوأ أرفع المراكز في كثير من المؤشرات العالمية، وأصبح شعبها من أسعد الشعوب، وغدت واحة غناء يقصدها الناس من مختلف أقطار الأرض، ليهنؤوا فيها بالرخاء والاستقرار ومتطلبات الحياة الكريمة.
إن هذه الإنجازات الكبرى لم تكن لتتحقق لولا منظومة ثقافية حضارية راقية، تميزت بها دولة الإمارات قيادة وشعبا، جعلت الاهتمام بالمواطن والإنسان والوطن على رأس الأولويات، وذلك ليس بغريب، فهي ثقافة زايد الخير طيب الله ثراه، الذي أسس هذه الدولة المباركة، وأقامها على أسس حضارية وإنسانية متينة، وأكمل المسيرة من بعده قادة حكماء، كانوا خير خلف لخير سلف.
إن ثقافة الوطن هي منظومة حياة متكاملة، تصبغ بألوانها الزاهية على الأفراد والأسر والمؤسسات، وترتقي بالجميع في شتى المجالات، لتكون دولة الإمارات منارة مضيئة ونافذة أمل مفتوحة للجميع.
ومن ثقافة الوطن المشرقة ثقافة التسامح والتعايش السلمي، التي تبدو واضحة جلية لكل من يزور دولة الإمارات، فعلى أرض الإمارات تعيش أكثر من مائتي جنسية من مختلف دول العالم، يعيشون في تناغم وانسجام وسلام، ويتوافد إليها آلاف السياح سنويا، حيث تعتبر دولة الإمارات من أكثر الدول العربية جذباً لهم، لما تتمتع به من أمن وأمان وتعايش سلمي واحترام للأنظمة والقوانين التي تكفل حقوق الجميع ومقومات السياحة العالمية.
إن هذه الحقيقة عن أرض الإمارات تعكس ثقافة جميلة أخرى يتحلى بها أبناؤها، وهي ثقافة الأخلاق الحميدة، التي ترسخت في المواطن الإماراتي أينما كان، داخل بلده أو خارجه، فهو خير سفير لخير وطن، والتي تتجلى في تعامله الحضاري مع الجميع، وفي شهامته وكرمه وأفعاله الإنسانية الجميلة، وكذلك ثقافة المحافظة على الأمن والاستقرار، الأمن بمختلف صوره، الأمن الفكري والثقافي والاجتماعي والاقتصادي وغيرها، فلا مكان في دولة الإمارات للتطرف والغلو والطائفية والكراهية والأفكار الشاذة التي تخل بالأمن والاستقرار، لا مكان فيها إلا للوسطية والاعتدال والأفكار السمحة واحترام الآخر والتواصل الحضاري مع الجميع والاعتزاز بالقيم والموروثات الأصيلة وتعريفها للآخرين بأرقى الطرق والوسائل.
ومن ينظر فيما يجري في بعض المجتمعات يلمس أهمية نعمة الاستقرار، ويلمس كذلك أهمية ثقافة الثقة المتبادلة بين الحاكم والمحكوم، التي تساهم في ترسيخ الأمن واستقراره، ومواجهة التحديات والأخطار برؤية استراتيجية موحدة، وقد ضربت دولة الإمارات أروع الأمثلة في ذلك، من خلال الولاء والانتماء للقيادة الحكيمة، وثقة الشعب بالحكومة، والتي تبوأت فيها دولة الإمارات المراكز الأولى عالمياً وفق مؤشرات التنافسية العالمية، فبهذه الثقة تجتمع العقول، وتتلاقى الأيادي، وتتوحد الصفوف، وتكثر الإنجازات، وتكون الدولة بمأمن من سهام الحاقدين الذين لا هم لهم إلا إحداث الفرقة والنزاع وإفساد العلاقات بين الشعوب وحكامها.
ومما تتميز به دولة الإمارات كذلك ثقافة التطوير والإبداع والابتكار واستشراف المستقبل، واستثمار الإنسان، وخاصة الشباب، باعتبارهم أمل الحاضر والمستقبل، ورفدهم بمقومات الرقي والنبوغ، وخاصة في مجال التعليم والتنمية البشرية، وفتح الآفاق الرحبة لهم، ليكونوا خير ذخر وسند لوطنهم، متحلين بقيمه المثلى، متسلحين بأدوات العصر وتقنياته الحديثة.
وأما على المستوى الخارجي فقد تميزت دولة الإمارات بعلاقاتها المتألقة مع دول العالم، وجهودها الدبلوماسية الراقية التي ساهمت في ترسيخ المكانة المرموقة لدولة الإمارات في الساحة الدولية، حتى أصبح الجواز الإماراتي من أفضل الجوازات في العالم، وذلك نابع من ثقافة حسن الجوار مع كافة الدول والشعوب، حتى غدت دولة الإمارات موضع احترام وتقدير الجميع.
جريدة البيان