يفتتح متحف اللوفر أبوظبي موسم الخريف للعام 2018 مع معرض «من وحي اليابان: رواد الفن الحديث». ويستقبل المعرض الزوار ابتداءً من السادس من سبتمبر 2018 ليستكشفوا مجموعة من اللوحات والسواتر الخشبية والمطبوعات من القرنين التاسع عشر والعشرين، التي تسلّط الضوء على الحوار الفني الذي كان قائماً آنذاك بين اليابان وفرنسا، فضلاً عن أهمية تأثير حركة أوكييو-إه الفنيّة النابضة بالألوان على فن الديكور الحديث.
واعتبر مانويل راباتيه، مدير اللوفر أبوظبي، أن «متحف اللوفر أبوظبي يحتفي بالثقافة والحوار والتبادل بين الشعوب، وهذا النهج متأصل في الأعمال التي نعرضها في قاعات العرض الدائمة كما في المعارض العالمية التي ننظمها، بالتالي، سيسلط معرض «من وحي اليابان» الضوء على مرحلة مشرقة من التبادل والإلهام، فهذه اللحظات تفتح أعيننا على ترابط تاريخ المجتمعات، وتعزز عملية الفهم المشترك ما بيننا».
يقدم معرض «من وحي اليابان» 41 قطعة فنيّة و15 وثيقة تعود إلى 12 فناناً، بمن فيهم الفرنسيون بول سيروزييه، وبيير بونار، وموريس دوني، وكير زافييه روسل، من مجموعة الفنانين الشهيرة التي تطلق على نفسها اسم «لي نابي» في إشارة إلى دورها في نشر الفن الحديث، إلى جانب مارغريت سيروزييه، وأوديلون رودون، وخمسة معلمي أوكييو-إه: كاتسوشيكا هوكوساي، وهارا زايمي، وأوتاغاوا هيروشيغه، وكانو تانشين، وتوشوساي شاراكو.
وقالت إيزابيل كان، المنسقة العامة لقسم اللوحات الفنيّة في متحف أورسيه: «من خلال مجموعة الأعمال الاستثنائية هذه، يعيد المعرض رسم تأثير الفن الصوري الياباني النابض على تطوّر فن الديكور الفرنسي الحديث، فهذا الموضوع، الذي يقدّم للمرة الأولى في معرض، يحتفي بالإلهام ما بين الحضارات مع إتاحة الفرصة للزوار لاكتشاف المبادئ الفنيّة المشتركة التي نشأت عن الحوار ما بين الشرق والغرب».
ينقسم المعرض إلى أربعة أقسام تبرز تأثير مبادئ حركة أوكييو-إه الجمالية، بما في ذلك تصوير العالم في بعدين من دون اللجوء إلى وهْم الأبعاد المتعددة، والسرد الذي يظهر مرور الوقت، والاستخدام المبتكر للألواح القابلة للطي لرواية القصص، وصقل الفن لاستكشاف الأفكار الثقافية والروحية، كما يقدّم المعرض 10 مطبوعات، و3 ستائر جدارية من اليابان في حوار مع 24 لوحة، و3 ستائر جدارية من فرنسا.
تضم الأعمال اليابانية التي يقدمها المعرض: «رياح جنوبية، سماء صافية» من سلسلة «مشاهد جبل فوجي الستة والثلاثين» (1831-32) لكاتسوشيكا هوكوساي، و«شلالات يورو في مقاطعة مينو» (1830-1834) لكاتسوشيكا هوكوساي، وهو معلم الأوكييو-إه الأشهر، و«توتو سوميدا تسوتومي» (1858) لأوتاغاوا هيروشيغه، وستار جداري مكوّن من ستة ألواح تصوّر «شجرة كرز مزهرة على خلفية ذات لون ذهبي موحّد» لهارا زايمي.
أما أعمال الفنانين الفرنسيين، فهي تشمل: «حدائق عامة» لإدوار فويار، و«نزهة الحاضنات، مجموعة العربات» لبيار بونار (1897)، و«نساء في الربيع» (1899) و«حقل القمح الذهبي والحنطة السوداء» (1900) لبول سيروزييه، ومجموعة من اللوحات الخاصة بالديكور لأوديلون رودون، و«مشهد تلال»، وهو ستار جداري مكوّن من أربعة ألواح، لمارغريت سيروزييه (1900).
تجدر الإشارة إلى أن الأعمال المعروضة هي من مجموعة اللوفر أبوظبي، ومتحف أورسيه ومتحف غيميه، ومتحف الفنون الزخرفية في فرنسا.
يترافق المعرض مع برنامج من الفعاليات التي تحتفي بالفنون والثقافة اليابانية، بما في ذلك حوارات مع متخصصين في عالم المتاحف والفنون، ومهرجان بطابع ياباني يقام في 26 و27 أكتوبر المقبل، ويتضمن موسيقى يقدمها دي جيه، وقصائد شعرية محكية وأفلام أنيمي يابانية من «ستديو غيبلي»، فضلاً عن صفوف خاصة بالطهو الياباني، ويستمر المعرض من 6 سبتمبر حتى 24 نوفمبر 2018.
بالتزامن مع المعرض، سيقدم اللوفر أبوظبي لزواره من المراهقين والشباب، «مانغا لاب»، وهي مساحة خاصة، في رواق المتحف، تحثهم على الإبداع، وتشمل مجموعة متنوعة من التجارب المسلية لاستكشاف الثقافة اليابانية المعاصرة، بما في ذلك تجارب الواقع الافتراضي، وألعاب الفيديو التقليدية، وجدار مخصص للتعبير عن الذات، ومنطقة للقراءة تحث على الاسترخاء، وسلسلة من المحترفات وورش العمل حول فن المانجا، والفن التصويري الياباني.