مرت في الثالث من يونيو 2020 الذكرى الـ 12 لرحيل المفكر المصري الدكتور عبد الوهاب المسيري (أكتوبر 1938 – 3 يوليو 2008) الحائز على جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية في الدراسات الإنسانية والمستقبلية الدورة السابعة.
وكانت لجنة التحكيم قد منحت المسيري جائزة الدراسات الإنسانية والمستقبلية (2001 ـ 2002) لتميزه بغزارة في الإنتاج العلمي والكفري، واتسام إنتاجه المعرفي بالموسوعية والصرامة المنهجية والدقة العلمية، وهو رغم تخصصه في الأدب المقارن فإن كتاباته تتعدى تخصصه العلمي الدقيق، لتدخل في المجالات الفكرية والثقافية، التي انشغلت بها الساحة الفكرية العربية خلال ربع القرن الماضي.
وجاء في قرار منح الجائزة (يعتبر الدكتور عبد الوهاب المسيري من العلماء العرب القلائل الذين كرسوا وقتهم وجهدهم البحث لدراسة المسألة اليهودية والإيديولوجية الصهيونية وقضية الحداثة الغربية والعلمانية.
وتتميز كتاباته بسلاسة اللغة وسهولة تناولها من قبل الباحث المتخصص، والمثقف والإنسان العادي على حد سواء، كما أنها تمثل إضافات إبداعية في مجالات الفكر والأدب والثقافة.
من كتبه البارزة “العلمانية الجزئية والعلمانية الشاملة”، و”الفردوس الأرضي”، و”الحداثة وما بعد الحداثة”، و”الفلسفة المادية وتفكيك الإنسان”، وألف عدة قصص وديوان شعر وترجمت بعض أعماله إلى عدة لغات مثل الفرنسية والفارسية والبرتغالية والتركية.
واستطاع المسيري أن ينحت مفاهيم عدة في الفلسفة وعلوم الاجتماع، بينها “النماذج التفسيرية” التي استخدمها في مشروعه لنقد الحداثة الغربية والفلسفة المادية، وكذلك تناوله للموضوعية وإشكالية التحيز، وأصبحت هذه المفاهيم متداولة لتجعل صاحبها واحدا من أهم المنتقدين للنماذج الغربية من منظور إنساني.