غيب الموت في أحد مستشفيات لندن الكاتب والروائي والسياسي العراقي البارز، علي الشوك، بعد معاناة طويلة مع المرض.
والشوك، الذي رحل عن 90 عاما، يعد إحدى أبرز القامات في مجال الثقافة الوطنية العراقية، ظل ممسكا بقلمه ويتحاور مع أصدقائه حتى الأيام الأخيرة قبل نقله إلى المستشفى. وبرحيله، تكون الثقافة العراقية قد خسرت واحدا من آخر من تبقى من رموزها الكبار.
كان الشوك ذا نزعة يسارية منذ أيام بيروت وبيركلي، وحينما عاد تلقفه «الرفاق»، فانتمى إلى الحزب الشيوعي وتقبّل ظروف العمل السري «عن غير قناعة فطرية»، لكنه تعرّض للتنكيل فاضطر لمغادرة العراق أواخر سبعينات القرن الماضي بعد سلسلة مضايقات لم يتحملها. تنقل في بلاد الغربة بدءا من الشرق إلى الغرب إلى أن انتهى به المطاف في بريطانيا.
اختط الشوك أسلوبا مختلفا في الكتابة منذ أن أصدر عام 1970 كتابه «الأطروحة الفنطازية» الذي أثار كأي نتاج مختلف آنذاك عاصفة من ردود الفعل. عشق عالم اليوتوبيا واهتم بالميثولوجيا والأساطير، وسرد في مذكراته التي صدرت عن دار المدى العراقية تحت عنوان «الكتابة والحياة» حياته الحافلة بالتحولات والمحطات.
وإلى جانب هذه السيرة الذاتية، ترك علي الشوك كثيراً من الأبحاث الفكرية، ولكنه كتب في سنواته الأخيرة الأبحاث الكثيرة، خصوصاً كتابه «الأطروحة الفنطازية»، الصادرة عام 1970، الذي أطلق شهرته في العراق والعالم العربي، وكتاب «كيمياء الكلمات وأسرار الموسيقى».
ونعى رئيس مؤسسة المدى العراقية فخري كريم الراحل بقوله “ظل الاستاذ علي الشوك يكتب ويستقبل أصدقاءه ويتحاور معهم في الثقافة حتى الأيام الأخيرة قبل نقله الى المستشفى”.
وأضاف كريم “منذ خمسنيات القرن الماضي بزغ نجم علي الشوك في الوسط الثقافي العراقي، موائماً على نحو وثيق بين ما هو ثقافي وما هو وطني، ولهذا السبب تعرّض للاضطهاد في العهد الملكي، واعتقل بعد انقلاب 8 شباط الاسود، بيد أن ذلك لم يفلّ من عزيمته في انتاج ثقافة وطنية رصينة، فقد أصدر العديد من الابحاث في الرياضيات والفيزياء والموسيقى والنقد الادبي، فضلأ عن رواياته الثلاثة. وقد اضطر للهجرة الى المنفى في 1979 ليواصل الكتابة في موضوعاته الثقافية الأثيرة”.