كيف لمن يتحسّب للمستقبل فيرى فيه ما يلزمه للدفع بالحاضر إلى رفاهٍ علمي مستحق، إلا أن يعمل من أجل ذلك المرئي في المخيلة.
وهكذا يجدّ ذلك المعني بالجمال والمعرفة والعلم في التخطيط لتحقيق رؤاه، ويسعى إلى توفير مستلزمات ذلك الإنجاز في واقع يتجدد يومياً بسعة الطموح وتلاوين الأحلام.
أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، برزت في المخيلة الشغوفة بالمسرح نسجاً من تشكلات مستقبلية لعلوم المسرح في الشارقة، وأشرقت بأشكال متعددة، مشكِّلة حيزاً للروح والعقل فبقيت في الذاكرة تتقد بجذوة معرفة تتنامى أنساقها حتى اكتمال التخطيط لرؤيتها في حيز الممكن والمأمول، بالعمل والبناء وتشييد قواعد الفكر، فكان أن برزت أكاديمية لعلوم المسرح في الشارقة لتفتتح اليوم في عام الشارقة عاصمة عالمية للكتاب، احتفاء بخير الجلساء في الزمان.
صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، يسعى بين الناس حاملاً بشارة مستقبله ومستقبل أهله وبلده، محققاً أحلامه بالعمل اليومي الدؤوب؛ بالجد والكد والنحت في الصخر. يجلب الهناء لطالب العلم، ويأتي بالمسرَّة لطلاب العمل، ويحقق السعادة في بيئة نظيفة لقاطني المدينة بعد البادية؛ إنه جالب الفرح من التزام العمل والخدمة حتى تتم له أحلامه، وتفتح له أبواب رؤاه.
هكذا هو الدكتور سلطان القاسمي يحلم بالمعارف فيسعى إلى تحصيلها لذويه وأهله ومن في دياره. ما كان ممكناً أن يحلم أحدنا بأكاديمية للفنون بين غمضة عين وانتباهتها. هو يفعل ذلك، ولا يترك حلمه لشاردة أو واردة؛ بل يمسكه بالعمل ويلاحقه بمتابعة الإنجاز. فعل هذا مع العديد من مشاريعه الثقافية والحضارية؛ مع متاحف الشارقة البديعة؛ مع مسارحها ومراكزها ومنتدياتها وجامعاتها.. ولم يكلّ أو يمل في المسعى لخير إماراته وأمته العربية والإنسانية هنا وهناك، دون مَنٍّ أو أذى.
اليوم افتتاح أكاديمية الشارقة للفنون الأدائية، فأي فرح غامر لأهل الفكر والثقافة والآداب والفنون في المنطقة التي عانت ما عانت لفقدان دور المسرح الأخلاقي التربوي التعليمي، فقد جاء اليوم الذي يكتمل فيه بناء حلقات معرفة جمالية اجتماعية للمسرح في الحياة العامة، صار من الممكن بعد تكامل وظائف المسرح في التعليم العام والجامعي أن تتحرك قاطرة التنمية مستفيدة من أشكال وأساليب مسرحية عديدة تخدم التنمية المستدامة في مجتمع متجدد متحول في عالم كثير التغير يوماً بعد يوم. المسرح فن عضوي يعيش ويتنفس بين الناس، ويؤثر فيهم بقوة.
ها هي منارة علم تضاف إلى المدينة الجامعية في الشارقة فتزدان بها وتزيد جمالاً.
شكراً سلطان القاسمي، وهنيئاً للشارقة بجمال مضاف بالعلم والمعرفة إلى جمالها الأصيل.
جريدة الخليج