افتتحت الشيخة حور بنت سلطان القاسمي رئيسة مؤسسة الشارقة للفنون، أمس الأول، في استديوهات الحمرية معرضاً فنياً تحت عنوان «عشر سنوات على برنامج الإنتاج»، وحضر الافتتاح مدير بلدية الحمرية مبارك راشد الشامسي، ورئيس المجلس البلدي في الحمرية حميد بن سمحة الشامسي، ونائب رئيس المجلس البلدي حميد عبدالرحمن الشامسي، وعيسى هلال الحزامي أمين عام مجلس الشارقة الرياضي، وسعيد عبيد الشامسي مدير الديوان الأميري في الحمرية، وجمع كبير من الفنانين والمشاركين في المعرض.
يأتي افتتاح المعرض ضمن برنامج فصل الخريف 2018، الذي أطلقت أيضا في إطاره ثلاثة معارض فردية وجماعية أخرى، هي: معرض «فرانك بولينغ: خريطة العالم»، ومعرض «آلاء يونس: خطوات نحو المستحيل»، ومعرض «مشروع مارس 2018»، التي أقيمت في مناطق المريجة وساحة الخط ومنطقة الفنون.
وأبرزت منال أحمد المطوع مساعدة البرنامج التعليمي للأطفال في المؤسسة، ارتباط افتتاح هذه المعارض باستراتيجيات المؤسسة الهادفة للانفتاح على تجارب عديدة حول العالم، وتطوير المحتوى الفني، وقالت: «تقدم المعارض الأربعة طيفا واسعا من الفنون من بينها الأعمال التركيبية والنحتية، والفيديو والتصوير، وهي تجسد جدية المؤسسة في احتضان ودعم كل التجارب الفنية من كل أنحاء العالم، وتعكس كذلك حرص المؤسسة على المحافظة على الذاكرة الثقافية، وصيانتها من النسيان والاندثار».
ويأتي افتتاح معرض «عشر سنوات على برنامج الإنتاج» بمناسبة الذكرى العاشرة للبرنامج التابع للمؤسسة، وهو يضم مجموعة من الأعمال الضخمة التي تم تكليف بعض الفنانين بها على مدى عقد كامل، ويهدف البرنامج إلى توسيع إمكانيات الإنتاج الفني من خلال تقديم المنح، والدعم للفنانين الناشئين الذين يتم اختيارهم من خلال دعوة عامة عالمية، ويضم المعرض أعمالا للفنانين: مروة أرسانيوس، ورائد ياسين، ومحمد فارس، ورولا حلواني، وخالد كدادال، وبصير محمود، وأمنية منيا، وجاكلين هوانغ نغوين، وخالد سبسي ومحمد فاريجي.
وحول مشاركته في المعرض قال الفنان محمد فاريجي: «عملي هو محاولة لاستعادة الكثير من الآثار والفنون، والمشاهد التي تبرز تاريخ وأصالة بعض المدن ومن بينها الدار البيضاء ومراكش والشارقة ونواكشوط والجزائر ومالطا، وقد ركزت على استحضار التراث الفني والحضاري للشارقة، وإبراز مكنونات جمالياته، وتقديمه كي يكون ذاكرة حية للمتلقين في الزمن الحالي».
أما معرض «فرانك بولينغ»: خريطة العالم، فهو من تقديم الشيخة حور القاسمي بالاشتراك مع أوكوي إينوزور وآنا شنايدر، ويقدم التطورات الأساسية في مسيرة بولينغ الفنية، ويلقي الضوء على ارتباطه بالتاريخ، وبمسألة الهجرة، وبالذاكرة وتشخيصها، وذلك على مدى زمني يصل لستة عقود، ويركز بولينغ في معرضه على اللوحات الخرائطية التي أنتجها، وسعى إلى إضفاء المعنى الثقافي والاجتماعي من خلال تعابيره اللونية التجريدية التي تشكل عماد معرضه، كما عمد إلى توظيف اللوحة في استعراض الوعي بالتحولات الاجتماعية والسياسية والجغرافية التي كانت تحدث حوله، ويوفر المعرض كذلك مادة أرشيفية تلقي الضوء على النقاشات الثقافية التي ساهم بولينغ في صياغتها وتطويرها منذ ستينات القرن الماضي.
أما الفنانة آلاء يونس فتقدم من خلال معرضها رؤيتها الثقافية حول تنامي ما تسميه بالأوهام السياسية، وسعت فيه ومن خلال عديد الأعمال الفنية والمعمارية والسينمائية والمطبوعات والمجسمات وحتى الأدوات المنزلية، إلى الكشف عن المكون الثقافي داخل الذاكرة الماضية.
وقالت يونس: «إن القيمة الفنية التي يجسدها المعرض تكمن في البحث المعرفي الذي يكمن وراء كل مشروع فني، فكل واحد من هذه المشاريع المشاركة تطلب فترة طويلة من البحث وجمع المعلومات المرتبطة به».
وأضافت: «من بين المشاريع المشاركة مشروع فني عن فترة التصنيع في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في مصر، ومكانة المرأة فيه من حيث استهلاك وإنتاج الأدوات التصنيعية، وهنا نحكي تلك القصة من خلال ماكينة خياطة اسمها نفرتيتي، وكيف تحولت تلك الماكينة إلى أيقونة من ذلك الماضي، وهناك أيضاً عمل بعنوان -جنود من حديد-، يستعرض جيوش تسع دول من منطقة الشرق الأوسط، ويعرض ما يزيد على 12000 جندي، وهو عمل يدوي وبألوان مختلفة، ويعكس السباق نحو التسلح في المنطقة، وفيه أعمال عن المسلسلات العربية التي أنتجت منذ بدايات ظهور التلفزيون العربي في ستينات القرن الماضي إلى فترة بداية ظهور الأقمار الصناعية و الفضائيات».
وقدم معرض «مشروع مارس 2018»، أعمال فنانين شباب تم تكليفهم بها خلال برنامج الإقامة السنوي للمؤسسة، ويشتمل هذا المعرض على أعمال فيديو وأعمال نحتية وتركيبية، يطرح من خلالها الفنانون المشاركون قضايا التنمية الحضرية، وتأثيرها في الثقافة في صورتيها المادية واللامادية، بالإضافة إلى أن المعرض يضم أعمالا تناقش أسئلة هامة متعلقة بالسرديات الاجتماعية والسياسية والتاريخية في المنطقة، ويشارك فيه كل من: شيخة المزروع، ولينا بوي، وباريز دوجروسوز، وهند مزينة، وتوليب هزبر، وأيمن زيداني.
جريدة الخليج