نشر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لغزاً شعرياً جديداً، على حساب سموه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي «إنستغرام»، حمل عنوان «هو لغز موضح وخفي»، يتوجه فيه سموه إلى أصحاب الفهم والإبداع يستثير فيهم العقل وملكة التفكير والموهبة الشعرية.
ويأتي هذا اللغز الشعري الجديد، الثري في أبعاده الفلسفية وصوره البلاغية التي تزين أبهى الأبيات الشاعرية، في اتصال مع رصيد ثرٍ وغني قدمه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في هذا المجال الشعري العريق، خلال عقدين من الزمن، في جهد مبارك أعاد فن الألغاز الشعرية للحضور والتأثير مجدداً، بعد أن كان أحد الفنون الشعرية الأدبية المهددة بالاندثار.
وتستثير الألغاز الشعرية، التي يقدمها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ردوداً مبدعة من الشعراء على امتداد الوطن العربي، من الخليج إلى المحيط، في تفاعل يعكس ملامسة ألغاز سموه للعمق التاريخي والإبداعي لهذا الفن الشعري، الذي تتطلب كتابته الكثير من الإمكانات المعرفية واللغوية والدراية ببديع الشعر والقدرة على التعميَة، والقدرات التي لا تتهيأ لكل شاعر، ولا يقدر عليها إلا فحول الشعراء.
ويأتي اهتمام سموه بهذا الفن الشعري امتداداً لاهتمام عربي قديم بهذا الفن الشعري وبمختلف أنواعه، وفي سياق مبادرات سموه الإبداعية التي يثري بها ساحة الشعر والتراث.
ومن هنا، فإن اللغز الشعري الجديد، «هو لغز موضح وخفي»، يأتي ليواصل تقاليد سموه في فتح أبواب الحوار الشعري بين الشعراء وأهل النظم.
بـادَرَتـني وفــي يـديها الـكتابُ
عَــنْ سُــؤالٍ لا يـعـتريهِ جَـوابُ
بَــضَّـةٌ كَـفُّـهـا كـمـلـمَسِ طـفـلٍ
ومـنَ العيدِ بانَ فيها الخِضابُ
وتُـغَـنِّـي الــعـود شَـــدوٌ ولَـحـنٌ
وتُــهَـنِّـي ولـلـعـطورِ إنـسـكـابُ
لا يــزالُ الـورىَ بـخيرٍ إذا هُـمْ
جَـعَلوا الـخيرَ منهجاً فيهِ ذابوا
يـزرَعُ الوَردَ راغبُ الجَنْيِ ورداً
كـلُّ شَـيْءٍ لَـهُ يـكونُ إحـتسابُ
ونــتـاجُ الأشــيـاءِ يـنـتُجُ مـنـها
مـنـطِقٌ لـيسَ فـي مَـداهُ عِـتابُ
ومـــنَ الـــذَّاتِ والـمَـلَذَّاتِ رَجْــعٌ
فـيهما يَـعذِلُ الـمُصابَ المُصابُ
وتَــرَىَ الـنـاسَ كـالمعادنِ أمْـراً
ذَهَـــبٌ مـــنْ نـفـوسـهِمْ وتُــرابُ
وعَـجـيـبٌ أخـــوُ غـريـبٍ ولـكـنْ
لايُـحاكي مشيَ القَطاةِ الغُرابُ
جُــعِـلَ الـعَـقـلُ حُــجَّـةً ودلــيـلاً
وإلــىَ الـعَقلِ لـلعقولِ إنـتسابُ
وحـجـابانِ عَــنْ كـثـيفٍ لـطيفٍ
طــابَ مـنْ طـيبِهِ الـمِلا والـمَلابُ
وإنـكشافُ الأمـورِ عـنْ عبقَريٍّ
فـي سـرابٍ يقفو خُطاهُ سَرابُ
فــي تـلابـيبه مـن الـعلم حـشو
ومــن الـفـهم والـضـياء إهــاب
وسـؤالـي عــن مـستظل بـغيب
ذي شـمـول لــه الـمدى يـنساب
ومــن الـخـيل إن فـهمت فـخبر
ولــه فــي حـوادث الـدهر نـاب
فـاتـحـا لـلـحياة والـخـير بـابـا
وعـلـى الـمـوت مـنـه يـفتح بـاب
وعـــمــود لـــــه وثـــــم عـــمــاد
وإعــتـمـاد وصــحـبـة أغـــراب
ولــــه أخـــوة بـأسـمـاء شــتـى
مـــن تـراهـم يـاأيـها الأحـبـاب
هــــو لــغــز مــوضــح وخــفـي
حــاضـر غـائـب وفـيـه إرتـيـاب
هل عرفتم قصدي إذا خبروني
ومـــن الــلـب كــانـت الألــبـاب