غيّب الموت، نهاية الأسبوع الماضي، الشاعر الأردني زياد هديب، عضو رابطة الكتاب الأردنيين. وكان الراحل ولد في مخيم العروب سنة 1958، وقد حصل على ماجستير هندسة مدنية من جامعة بلروسيا/ 1986، وله من المؤلفات:»التغلغل بلا سلاح» لـ(فلاديمير بيغون)، (ترجمة)، (1992). «حوار مع البحر» (شعر)، (2011). «مخاض غيم» (شعر)، (2013).
وعالم زياد الشعري، حميمي يتدفق لغة سلسة مقتصدة على دفتي النبرة الغنائية والنبرة السردية، وتقع على تفاصيل الأشياء ودفائنها، تتوخى الجملة القصيرة واللمحة الشعرية البليغة الاشارات والدلالات. كما ظلت قصائد الشاعر تحتفي بالنص الغنائي الشفاف وهي تكشف عن ذات شعرية مرهفة على قدر لافت من الإحساس الجمالي بالأشياء والكلمات الرومانسية.
من قصائد الراحل نقرأ مقطعا من قصيدة «الفارس.. ما رحل»: «مـادت بنـا والحبـل فـي الرَّقَبـهْ/ نبـكـي حـفــاةً ذلَّ مـــن عَـقَـبَـهْ. بغـدادُ مــا كــان الـهـوى تـرفـاً/ لا والـــذي خـــلاكِ دون شـبَــهْ. دارَ السـلامِ، الـحـاقـدون أبــــوا/ مجـد الـرَّدى إذ راودوا نصَـبَـهْ. مــا ضــرَّهُ أن يـرتـقـي درَجـــاً/ نـحـو الـعـلا يــا منـكـراً نسَـبـهْ. ساقوهُ حيـرى والجبـان مشـى/ يقفو خطـىً قـد رافقـت خبَـبَـهْ. ليس الـذي أعـلا الجـدار كمـن/ يرجو الرضى من غاصبٍ نقَبَهْ. صاحـوا وقـد أشجـاهُـمُ طــربٌ/ لـمّـا هـوى، لـم يـدركـوا طـرَبَـهْ. مـوت الـذي قـد رافـق الشهـبـا/ نـصــرٌ ولَـمّــا يعـلـمـوا سَـبَـبَـهْ.