You are currently viewing ربع قرن على رحيل الشاعر سلطان العويس

ربع قرن على رحيل الشاعر سلطان العويس

تمر في الرابع من يناير، كل عام، ذكرى رحيل الشاعر سلطان بن علي العويس (1925-2000)، الذي يعد أحد رواد النهضة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في دولة الإمارات.

ورغم مرور 25 سنة على رحليه لكن لا يزال صداه يتردد في أروقة الثقافة العربية وتأتي هذه الذكرى بطعم مختلف هذه السنة حيث اعتمدت فيه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عام 2025، عاماً للاحتفال بالذكرى المئة لمولد سلطان بن علي العويس. وقد أعدت مؤسسة العويس لهذه المناسبة برنامجاً حافلاً من الفعاليات الفكرية والفنية والموسيقية والسينمائية والإصدارات وغيرها من الأنشطة المتميزة التي ستكون طيلة عام كامل، وقد رصدت المؤسسة ميزانية لهذه السنة ستكون مخصصة للأنشطة النوعية التي ستقام داخل وخارج الإمارات.

وتزامناً مع هذه المناسبة تم الإعلان عن رفع قيمة (جائزة سلطان بن علي العويس الثقافية) إلى 150 ألف دولار لكل حقل من الحقول وذلك بدءاً من الدورة التاسعة عشرة، ليصبح مجموع الجوائز 750 ألف دولار أميركي موزعة على الحقول التالية (الشعر، والقصة والرواية والمسرحية، والدراسات الأدبية والنقد، والدراسات الإنسانية والمستقبلية، وجائزة الإنجاز الثقافي والعلمي).

وجاء هذا الاعتماد بعد الاطلاع على ملف الشاعر الإماراتي الذي طرحته اللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم، في الدورة الـ 42 للمؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، (اليونسكو) وتعد هذه المبادرة واحدة من أبرز مبادرات اليونسكو للاحتفال برموز الثقافة الأصيلة حول العالم في شتى مجالات الفكر والمعرفة والعلوم.

ولد سلطان بن علي بن عبد الله العويس، في بلدة الحيرة بالشارقة سنة 1925، وفيها تلقى تعليمه الأولي، كانت عائلته من تجار اللؤلؤ، فقد كان والده علي بن عبد الله العويس من تجّار اللؤلؤ المهرة (الطواشين). حيث نشأ في أسرة محبّة للأدب والثقافة ولمع في تاريخها عدد من الشعراء والباحثين والأدباء، مثل سالم بن علي العويس وعمران العويس وأحمد علي العويس وغيرهم.

بدأ سلطان بن علي العويس في كتابة الشعر منذ 1947، ونشرت أول قصيدة له في عام 1970 بمجلة الورود البيروتية. ويعتبر مقلاً في شعره، رغم أنه بدأ بنظمه في مقتبل العمر، ويعتبر في مقدمة الشعراء بدولة الإمارات، وحلقة الوصل بين جيلين من الأدباء والشعراء، وطليعة شعراء الغزل في الخليج العربي.
صدر لسلطان العويس ديوان شعري بعنوان «مرايا الخليج» في بيروت عام 1985، وله ديوان جُمعت فيه معظم أشعاره بعنوان «ديوان سلطان العويس ـ المجموعة الكاملة 1993»، وتم تصنيفه حسب الدراسات الأكاديمية، على أنه من الجيل الثاني لشعراء الحيرة والتي كانت تضم الشيخ صقر القاسمي (1924-1994) وخلفان بن مصبح (1923 ـ 1949) وسلطان العويس (1925 ـ 2000).

وقد تناول العديد من النقاد والدارسين شعر سلطان العويس وكتبوا عنه، وقد جُمعت تلك الدراسات في كتاب أصدره اتحاد كتّاب أدباء الإمارات بعنوان «سلطان العويس تاجر استهواه الشعر“.

نال العويس خلال حياته جوائز وتكريمات، أبرزها تكريم المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، عام 1996.

واعتزازاً بالأدباء والمفكرين والعلماء العرب، وترسيخاً للأمل المعقود عليهم، وتعظيماً لشأنهم وتكريماً وتشجيعاً لهم للمضي قدماً في سبيل العمل الجاد والهادف إلى النهوض الفكري بالأمة العربية، قرر الشاعر سلطان بن علي العويس تأسيس جائزة عام 1987 تحمل اسمه وتكون لها استقلالية لتكريم الأدباء والمفكرين العرب. وفي عام 1992 تحولت الجائزة إلى مؤسسة ثقافية مستقلة تحت اسم «مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية»، حيث أُشهرت المؤسسة رسمياً بموجب المرسوم رقم 4 لسنة 1994.