‎يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا – شعر نزار قباني

‎يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا..
‎واستوطن اﻷرض أغراب وأشباحُ…

‎ياعيد ماتت أزاهير الرُّبى كمداً..
‎وأوُصِدَ الباب ما للباب مفتاحُ…

‎أين المراجيح في ساحات حارتنا..
‎وضجَّة العيد والتَّكبير صدَّاحُ…

‎الله أكبر تعلو كل مئذنة..
‎وغمرة الحبِّ للعينين تجتاحُ…

‎أين الطُّقوس التي كنَّا نمارسها..
‎ياروعة العيد والحنَّاء فوَّاحُ…

‎وكلنا نصنع الحلوى بلا مللٍ..
‎وفرن منزلنا في الليل مصباحُ…

‎وبيت والدنا بالحبِّ يجمعنا..
‎ووجه والدتي في العيد وضَّاحُ…

‎أين الذين تراب اﻷرض يعشقهم..
‎فحيثما حطَّت اﻷقدام أفراحُ…

‎أين الذين إذا ما الدَّهر آلمنا..
‎نبكي على صدرهم نغفو ونرتاحُ…

‎هل تذكرون صلاة العيد تؤنسنا..؟
‎وبعضهم نائم والبعض لمَّاحُ…

نزار قباني