فاز الروائي السوري نبيل سليمان بجائزة سلطان العويس الثقافية في دورتها السابعة عشر (2020- 2021)، عن فئة القصة والرواية والمسرحية.
وقررت لجنة التحكيم منح الجائزة للروائي سليمان “لما تميزت به تجربته الإبداعية، التي قاربت الستة عقود، من ثراء وخصوبة، حيث اتسمت تجربته السردية بالقدرة على المزاوجة ما بين التوثيقي والتخييلي، وما بين السوسيولوجي والسياسي، فرواياته، بالرغم من استنادها إلى التاريخ مادة، ترتفع بهذا (التاريخي) إلى مرتبة (المتخيل)” بحسب ما ورد في بيان الأمانة العامة لجائزة سلطان العويس.
“الجائزة كانت مفاجئة ومنحتني شعوراً بالأمان”
وعن فوزه بالجائزة، يقول الروائي نبيل سليمان لـ موقع تلفزيون سوريا: “فوزي كان مفاجئاً، لأني لم أكن أنتظر إعلاناً من هذه الدورة ولا من سابقاتها. إنها لحظة سعيدة بلا شك، وتمنح شعوراً غامراً بالأمان.. فالكاتب العربي (غير السلطوي) عمومًا، والذي لا يدور في فلك سلطة ما سياسية أو دينية أو غيرهما، يعيش في زمن لا يحسد عليه بدءاً من انعدام حرية التعبير وانتهاء بالضيق الذي يستهدف حتى لقمة العيش”.
ويتابع: “ناهيك أيضاً عن تعرض الكتّاب للمنافي والمعتقلات، وحبس نصوصهم في الأدراج وتعرّضها لساطور الرقابة السياسية والدينية وهلم جرّاً”.
ويوضح سليمان انعكاس لحظة الفوز بالجائزة على أحاسيسه وأحاسيس أي كاتبة أو كاتب، فيقول: “حياة الكتّاب، مثل كل المواطنين، تحولت إلى جحيم.. فيأتي هذا التكريم/ الفوز ليمسح بعض العناء عنهم، وخصوصاً بجائزة كجائزة سلطان العويس الثقافية التي عُرفت بدرجة عليا من المصداقية عبر 30 عاماً وأكثر؛ تلك المصداقية التي تتجلى بثلاث سمات: الحيادية والاستقلالية في مختلف المجالات من جهة، والاستقلالية المالية من جهة ثانية، وثالثاً بالنزاهة التي تتمثل بالمحكمين المهنيين”.
ويرى الروائي السوري أن “تلك السمات الكبرى التي صنعت للجائزة سمعتها، تحتاجها أي جائزة أخرى بعيداً عن الضجيج المصطنع والصخب المبالغ به، وعن ترتيبات الكواليس؛ فبعض الفساد بلا شك قد تسرب إلى بعض الجوائز على كثرتها”.
تلك الكثرة في الجوائز، يصفها سليمان بأنها “سلاح ذو حدين في حالتنا، فهي ضرورية لتنشيط الحياة الثقافية في ظل واقعنا المزري، ولكن رافقها ظهور دفقة من متصيدي الجوائز من أصحاب الكتابات الطامعة والتافهة إن صح القول”.
وتمنّى الروائي سليمان في ختام حديثه أن “تترسخ أمثولة جائزة سلطان العويس الثقافية وتتوطد أكثر، من خلال مكاشفة بعض الجوائز بالعلل والمنزلقات التي تشكو منها لعلها تساعد على ترقيتها في ظل هذا الفضاء بالغ السوء الذي نعيشه”.
سيرة..
ولد الكاتب والروائي السوري نبيل سليمان عام 1945 في مدينة صافيتا بمحافظة طرطوس. تلقى تعليمه في مدينة اللاذقية، وتخرج في كلية الآداب قسم اللغة العربية بجامعة دمشق عام 1967.
عمل في التدريس بين عامي (1963-1979)، وأسس دار الحوار للنشر والتوزيع عام 1982 في اللاذقية.
عضو جمعية القصة والرواية. تفرغ للكتابة منذ عام 1989، وتُرجمت بعض أعماله إلى الروسية، والإسبانية، والإنجليزية.
تم الاعتداء على الكاتب سنة 2001 وقيل لأهداف سياسية، وتم الاعتداء عليه مرة أخرى في 2011.
من النتاج الروائي:
- • “ينداح الطوفان”، 1970. وهي أولى رواياته.
- • “السجن”، 1972
- • “ثلج الصيف”، 1973
- • “جرماتي”، 1977
- • “المسلة”، 1981
- • “هزائم مبكرة”، 1985
- • “مدارات الشرق: الأشرعة”، 1990
- • “مدارات الشرق: بنات نعش”، 1990
- • “مدارات الشرق 3: التيجان”، 1993
- • “مدارات الشرق 4: الشقائق”، 1993
- • “أطياف العرش”، 1995
- • “مجاز العشق”، 1998
- • “سمر الليالي”، 2000
- • “في غيابها”، 2003
- • “درج الليل – درج النهار”، 2005
- • “دلعون”، 2010
- • “مدائن الأرجوان”، 2013
ولسليمان عشرات الكتب والدراسات في الأدب والنقد.
الفائزون بجائزة سلطان العويس الثقافية
وأمس الأحد، أعلنت مؤسسة سلطان العويس الثقافية أسماء الفائزين بجوائزها ضمن 4 حقول، وهي: الشعر، والقصة والرواية والمسرحية، والدراسات الأدبية والنقدية، والدراسات الإنسانية والمستقبلية.
وفاز بالجائزة في حقل الدراسات الإنسانية والمستقبلية، المفكر المصري الدكتور أحمد زايد. وفي حقل الشعر، قررت اللجنة منح الجائزة للشاعر اللبناني إلياس لحود. وفي حقل الدراسات الأدبية والنقد، مُنحت الجائزة للناقد عبد الملك مرتاض.
أما جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي فسيتم الإعلان عنها لاحقاً “لكونها تمنح بقرار من مجلس أمناء الجائزة، ولا تخضع لمعايير التحكيم أسوة بالجوائز في الحقول الأخرى” بحسب بيان الأمانة العامة.
وبلغ العدد الإجمالي للمرشحين في جميع الحقول 1847 مرشحاً منهم 321 مرشحاً في حقل الشعر، و480 مرشحاً في حقل القصة والرواية والمسرحية، و285 مرشحاً في حقل الدراسات الأدبية والنقد، و480 مرشحاً في الدراسات الإنسانية والمستقبلية، و265 مرشحاً في حقل الإنجاز الثقافي والعلمي. وبلغ عدد الفائزين في مجمل الدورات 101 فائز.
جائزة سلطان العويس
وتمنح مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية جوائز لعدد من المبدعين العرب مرة كل سنتين، وذلك عن نتاجهم في مجال (الشعر)، و(القصة والرواية والمسرحية)، و(الدراسات الأدبية والنقدية) و(الدراسات الإنسانية والمستقبلية).
شريطة أن يعكس ذلك النتاج أصالة الفكر العربي، وطموحات الأمة العربية ويكون نتاجاً مؤثراً في الحياة الثقافية والأدبية والعلمية، وهي جائزة مستقلة ومحايدة لا يخضع منحها لأية تأثيرات أو ضغوطات، ولا تخضع في معايير منحها إلا إلى الجانب الإبداعي دون النظر إلى الاتجاهات السياسية أو المعتقدات الفكرية للمرشحين، كما لا تميز بين لون أو دين أو جنس وتبلغ قيمة الجائزة لكل حقل من حقولها 120 ألف دولار أميركي.
www.syria.tv