58 كتاباً، منها 23 رواية، خلال ستة عقود، منجز الروائي السوري نبيل سليمان في مشروعه الثقافي حتى الآن؛ ما جعله يحتل مكانة متميزة ودوراً رائداً على منصة الرواية والنقد في العالم العربي، نال العديد من الجوائز والتكريمات، آخرها جائزة مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية.
بدأ الكتابة عام 1959 بـ«حكاية حلم»، اقتباساً من أحد الأفلام التي كان مغرماً بمتابعتها خلال دراسته في المرحلة المتوسطة.
تخرج في جامعة دمشق، كلية الآداب، قسم اللغة العربية، عام 1967، عمل في التدريس بين 1963-1979، أسس دار الحوار للنشر والتوزيع عام 1982 في اللاذقية، تفرغ للكتابة منذ عام 1989، وتُرجمت بعض أعماله إلى الروسية والإسبانية والإنجليزية، كما كُتبت دراسات عديدة عن أدبه.
يقول سليمان في حوار مع «البيان»: أكتب لنفسي، بقدر ما أكتب لمجهول. أنا ذات ممتلئة بالآخر.
ويشير في سياق الحوار إلى الإبداعات الكبرى التي شهدتها الصناعة الثقافية في دولة الإمارات العربية المتحدة خلال العقدين الماضيين، وإلى الدعم غير المحدود الذي تقدمه الإمارات للمثقفين والمبدعين العرب، من خلال نشر أعمالهم، وتقديم الجوائز، وعقد المؤتمرات، وذلك للمضي بهم قدماً على دروب النجاح والتميز.
وعن سؤاله لمن نكتب الرواية، قال: تتعدد الإجابات بتعدد أصحابها. ما من إجابة جامعة مانعة. بالنسبة لي أظنّ أنني بدأت بكتابة الرواية لنفسي. يبدو أنني نشأت مولعاً بالحكاية، وبعبارة أدق: مسكوناً بالحكاية. هذه العبارة تمثلني اليوم كما كانت تمثلني عندما حاولت الكتابة لأول مرة عام 1959. لم أبدأ بالشعر.
كما هو سائر عبر الأجيال. والآن إذ أواجه السؤال من جديد (لمن نكتب الرواية؟)، تلوح لي إجابة أخرى، حاولتْ أن تلتصق بقلمي في سن الشباب اليساري، والمتمركس بخاصة، إبّان ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
نبيل سليمان في الثامنة والسبعين مولعٌ بالسفر، ويطمعُ بالصحة والعافية، والقدرة على الكتابة والعزلة، وعن ذلك قال: السائد هو أن يُقرن مثل هذا العمر بالعجز والمرض واجترار الماضي. أما أنا فأسافر في الشهر الرابع إلى أثينا خمسة أيام، وإلى عدة مدن ألمانية، عشرة أيام، ومثلها إلى باريس، وفي كل صباح أمشي ساعة.
وفي بيتي الريفي، حيث مكتبتي، أنفرد بالقراءة والكتابة والطبيعة، وتنفرد بي. وفي اللاذقية أيضاً لي مثل هذا الانفراد، وهكذا أترجم ما نقلتَ من قولي. وعن فوزه بجائزة سلطان بن علي العويس الثقافية في حقل القصة والرواية والمسرحية بدورتها السابعة عشرة، والدور الذي تؤديه مثل هذه الجوائز في دعم المبدعين، قال:
الدعم المعنوي أولاً. الدعم المعنوي مهم جداً، إن لم يكن أولاً، فعندما تكون مؤسسة مرموقة لها تاريخها مثل مؤسسة العويس، وعندما يكون لجائزة كهذه محكّموها المشهود لهم بالخبرة والنزاهة، ففي ذلك يتحقق الدعم الضروري المنشود للمبدع (ة)، الذي قضى عشرات السنين، وجلّ عمره، في العمل المخلص الدؤوب والمميز.
وعن سؤاله عن أن الرواية أو الآداب والفنون مثل العلوم لا تتطور إلا بالتجريب، قال: في رواية «ثلج الصيف» جربت قبل خمسين سنة البوليفونية، فكان لكل شخصية صوتها الخاص، ونصيبها من الرواية. وفي رواية «المسلّة»، التي صدرت عام 1980 جرّبت التخييل الذاتي، حيث حضر الكاتب باسمه الصريح.
وفي رواية «مجاز العشق»، التي صدرت عام 1998 جربت الكتابة بلا علامات ترقيم، ولم يكن كل ذلك رائجاً في الحداثة الروائية العربية، بل كان نادراً، كما كان خطوة على طريق تطور الرواية العربية بالتجريب.
يلجأ نبيل سليمان أحياناً في أعماله إلى الخيال الغرائبي تعبيراً عن الواقع، وعن ذلك قال: ليس اللجوء إلى ما تدعوه الخيال الغرائبي قائماً على الدوام في رواياتي، أحياناً يفرض نفسه، تستدعيه الحالة النفسية للشخصية، أو يستدعيه حدث بعينه، لحظة ما، فينفلت على هواه، ولا أعدّ ذلك هروباً تمنحنا إياه الروايات.
نبيل سليمان: الإمارات تقدم دعماً كبيراً للمبدعين العرب – حوار جمال الصايغ
جريدة البيان