لجائزة الشيخ زايد للكتاب وقع خاص في ذاكرة ووجدان كل مثقف إماراتي وعربي بوجه عام، إنها الجائزة الأدبية الرفيعة التي كلما جاء ذكرها، أو أعلنا نتائجها، أشرق ذلك الاسم العظيم، الذي تحمله الجائزة، قوياً ونابضاً وعزيزاً في الوجدان الإماراتي والعربي، إنه اسم المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، الباني والمؤسس الأول لدولة الإمارات، لذلك، لا عجب أن يحقق المبدع الإماراتي إنجازاته، ويحتفى به فعلاً تحت ظلال هذا الاسم، الذي لم يدخر وسعاً لإعلاء الوطن والمنجز والإنسان الإماراتي.
إن جائزة الشيخ زايد للكتاب، منذ تأسيسها وإطلاقها خلال القمة العالمية لطاقة المستقبل عام 2008، وهي تكرس التزامها بمبادئ التنمية المستدامة، ومبادئ المساواة، وإعلاء قيمة الثقافة كقوة سامية في تغيير أذهان وحياة الأجيال، وهناك سبب آخر لأن نتباهى بها، كونها تحتفي بالمبدعين الإماراتيين والعرب جميعاً، وعلى حد سواء، كما هو المنهج الثابت في سياسة واستراتيجية دولة الإمارات، في تعاطيها مع أبناء الأمة العربية.
وكما تكرس الجائزة المسؤولية ومكانة الإبداع وتساوي الفرص، فإن الجائزة تحتفي بالجميع، المخضرمين وأهل السابقة، والشباب المقبلين على عوالم الثقافة والإبداع، والذين يخوضون غمار الكتابة في مجالات الترجمة، والتنمية والفنون والنقد وأدب الطفل.. وصولاً لأولئك الذين يضيئون دنيا الرواية، كاشفين عن رؤى مختلفة وجديدة، وجديرة بالإنسان والعالم، عبر سرد يراوح بين جميع مدارس السرد المعروفة، دون إقصاء لمدرسة، أو محاباة لأخرى. لقد تقدم للجائزة مبدعون كثر، وحظي بها في كل موسم أكثر الأسماء والأعمال استحقاقاً لها.
وفي هذا العام تحديداً، اكتسبت الجائزة ألقاً مغايراً، وقفزت بعطاء المبدع الإمارات خطوة واسعة في الفضاء الثقافي العربي، عندما أعلنت الجائزة فوز الأديبة والشاعرة الإماراتية، ميسون صقر القاسمي، بالجائزة في فرع الآداب، تحديداً، عبر كتابها التوثيقي المهم (مقهى ريش.. عين على مصر)، ما يجعل لنا سبباً مضافاً لاعتزازنا بالجائزة، لقد فتحت الأديبة ميسون صقر، الباب ليتصدر المبدع الإماراتي المشهد، ومنصات التتويج في أكثر الجوائز الأدبية رصانة وأهمية، وهي بذلك تكمل مسيرة أدباء إماراتيين سبقوها، وسيلونها حتماً. مبارك للإمارات، ولميسون القاسمي، ولنا جميعاً، هذا الإنجاز.
ميسون فوز إماراتي مستحق – بقلم عائشة سلطان
جريدة البيان