صدر حديثاً عن دار هماليل للنشر والتوزيع كتاب جديد بعنوان «من أين ندخل إلى التسامح» لمؤلفه محمد وردي.
جاء الكتاب في ثمانية فصول هي: مقاربات في التسامح، وتجديد خطاب التسامح، والتسامح في السياق العربي، والتسامح في الإسلام، وملاحظات وخلاصات، وأسس تجديد وتطوير خطاب التسامح، واستعادة العقل العربي الفاعل، والمثبطات.. المحبطات.
من أجواء الكتاب، وتحت عنوان «المشتركات الإنسانية قيم أم حداثة؟» قال المؤلف: «لا يخلو الحديث في موضوع «المشتركات الإنسانية» من التشويق. فبديهي أن هذه المشتركات هي جوامع للنفوس السوية أو الأرواح النقية والقلوب العفية المرصودة للحبور والسرور، هي تلك القلوب التي تخلصت من الضغائن، فلفظت ما بداخلها من الشرور، وتطهرت من ربقة الغائية ولوثة الكراهية، واغتسلت بنعيم الرضى والقبول. والعقل الذكي الذي يتلهف للمشتركات الإنسانية؛ لأنها تفتح آفاقاً غير محدودة لتلمس إنسانيتنا من خلال الآخر“.
وفي مقدمته الأولى للكتاب كتب الناقد اللبناني مريدريك معتوق “التسامح في نهاية المطاف هو نحن، إن أردنا له أن يحيا. وهو أيضا نحن، إن عملنا على أن لا يعيش. فالطابة في مرمانا، والكل في الملعب العالمي العظيم يراقبنا، وينتظر منا أن نبادر إلى خطوة حضارية جديدة، من أخطر وأهم الأبواب، ألا وهو التسامح”.
كما كتب الناقد التونسي الدكتور عبد السلام المسدي مقدمة أخرى قال فيها:
“المؤلّف محمّد وردي – في كتابه هذا – يعالج قضيّة جوهريّة تقع في مركز دائرة تربطه بمحيطها شعاعات متتابعة، ومن أجل ذلك توَخّى من المناهج؛ ذاك المنهجَ الذي أمسى يُنعَت بالبَيْنيّ؛ على معنى تمازج الاختصاصات. وبفضله يُتاح للكاتب أن يأخذ من كلّ حقل ما يَزيدُ بحثَه غَناءً، وما يتعدّد به القرّاء الذين يتلقّوْن دلالات الخطاب، ولعلّ هذا ما يُفسّر مَجيء العنوان في قالب سؤال، “من أين ندخل إلى التّسامُح؟” والسّؤال – كما نعْلم – هو مفتاح باب التّأمّل الفكريّ، وهو بالتالي مفتاح الفلسفة، وقديمًا قيلَ: أُولى خُطى التفلسف الدّهشةُ ثمّ السّؤال. وقد يَعِن لقارئ الكتاب أن يَسْلكه في جدول الأدب العربيّ الأثيل، فينعت نهجَ مؤلفه؛ بأنه جاحظيّ بامتياز؛ لأنه يَجْمع الإمتاعَ إلى الإفادة”.