من أولِ الحاءِ حتى آخِرِ الباءِ
أُحبُّها فهي أنفاسي وحوبائي
أنا الذي في محاريب الغرام جَثا
يرنو إلى نجمةٍ في أوْجِ علياءِ
ما رتَّلَ الشوقَ آياتٍ وجَوَّدَها
إلا تهادى على حُلمٍ بإسراءِ
وحدي وكلُّ نُهورِ الحب تملؤني
ولم أزَلْ ظامئاً أهفو لإرواءِ !
يا من إذا خَطَرتْ فوق التراب نَما
من خطوِها زهرُ موسيقى ولألاءِ
ومَن تُطرِّزُ ثوبَ الليل مِشيتُها
بأنجُمٍ وتُوشِّيهِ بأضواءِ
أنتِ ابتسامُ السَّنا في عِزِّ بهجتِهِ
ولستُ شيئاً أنا يا كلَّ أشيائي
وأنتِ ما قالهُ وحيٌ لصادحةٍ
فغرَّدَتْ بهِ في أحضانِ غَنّاءِ
لولا حياءٌ بها من طبعِها لرنَتْ
إليهِ لكنها تسمو بإغضاءِ
سبحانَ مَن زانَها إذْ زادَها خجلاً
كأنَّ عفَّتَها الفِردوسُ للرائي !