زقاق المدق لنجيب محفوظ، وشقة الحرية لغازي القصيبي، ومصر القديمة لجيمس بيكي وغيرها من الأعمال الأدبية والتاريخية كتبت في تفاصيل مصر ومدنها وقاهرتها، البيئة المصرية الساحرة بصخبها وزحمتها وعفوية أهلها وتفاصيل لا يمكن أن تشبهها مدن أخرى، تستفيق على صوت بائع الجرائد يهتف، أخبار.. أهرام.. جمهورية، عربة الفول والطرشي والطعمية، زحمة الشوارع ووجوه أولئك الطيبين الكادحين على جهتي الطريق، تبحث في مقهى الفيشاوي عن وجوه قد تكون قرأت عنها أو شاهدتها في أفلام أم الدنيا التي غزت العالم العربي، وعلمتهم اللهجة المصرية التي أتقنّاها صغاراً، التلفزيون كان أكبر مدرسة لجيل عشق الأفلام والمسلسلات المصرية، في القاهرة تبحث عما كنت تشاهده في الأفلام، المحاكم.. جامعة عين شمس، السيدة زينب ومقهى محفوظ، بين دخان الأراجيل وزحمة البشر وجوه قد تتشابه وقد تُسوّل لك خيالاتك أنك التقيت بعبدالحليم حافظ أو فريد شوقي.
عريقة هي القاهرة وعظيم هو النيل منبع حضارتها وعصب الحياة وملهم البشر.
القاهرة مدينة عالمية، عشقها السياح وصانعو الأفلام العالمية، أشهر الأفلام كان مسرحها أزقة المدينة العريقة ومشربيّاتها ودكاكينها وحوانيتها، مصر العظيمة مبهرة في تاريخها، أهراماتها وفراعنتها، ومسلّاتها التي يقصدها السياح في أوروبا وأمريكا وتلوح لهم مصر من هناك، تذكر بآثارها العابرة للقارّات.
ظلت العاصمة المصرية إلى الآن مركز إبهار، بكل ما فيها.. الأوبرا ومن اعتلاها من المطربين والشعراء والساسة، منديل أم كلثوم، شقة عبدالحليم حافظ، وكل ما تحمله ذاكرتنا.
الأدب أعذب توثيق للتاريخ، فكم من رواية وحكاية كانت من وحي مصر بكل تطوراتها عبر الزمن.
من الروايات الغربية «الخيميائي» لباولو كويلو سلك بطلها الطريق لمصر باحثاً عن الكنز الذي وجده في نهاية المطاف امرأة.
نجيب محفوظ الحاصل على نوبل للآداب وكل الضجة التي رافقت ذلك.
هي القاهرة التي تشهد بعد أيام معرض القاهرة الدولي للكتاب، الذي عودنا وسيظل على منح الإبداع العربي المكانة والقيمة التي يستحق ويظل للكتب العربية بوصلة وفرصة لمعانقة ما تمنحه مصر من وهج وقيمة مضافة للكاتب العربي.
مدن عابرة للقارات – بقلم ميسون أبوبكر
جريدة الخليج