يرى الشاعر محمود نور أن الشعر موهبة، ولكنه أيضاً حرفة؛ بل صنعة أدبية تتطور بتطور التجربة الثقافية لصاحبها. وعلى الرغم من كونه بدأ كتابة الشعر في وقت مبكر، ولديه كثير من المخطوطات الجاهزة للطباعة، فإنه انحاز لهذه الحرفة فصار مهتماً أكثر بتقنيات كتابة القصيدة على أصولها؛ بل أصبح شغوفاً بنقل تجربته إلى الآخرين، فيتابع كل من يكتشف عنده موهبة شعرية ويوجّهه.
يرى الشاعر محمود نور أن الشعر موهبة، ولكنه أيضاً حرفة؛ بل صنعة أدبية تتطور بتطور التجربة الثقافية لصاحبها. وعلى الرغم من كونه بدأ كتابة الشعر في وقت مبكر، ولديه كثير من المخطوطات الجاهزة للطباعة، فإنه انحاز لهذه الحرفة فصار مهتماً أكثر بتقنيات كتابة القصيدة على أصولها؛ بل أصبح شغوفاً بنقل تجربته إلى الآخرين، فيتابع كل من يكتشف عنده موهبة شعرية ويوجّهه.
يتحدث نور عن مهماته الثقافية ومن بينها إشرافه على أول دورة عروض في الإمارات، بتنظيم من دائرة الثقافة في الشارقة قبل نحو 25 عاماً وتحديداً في عام 1997.
ويقول محمود نور: «واصلت هذه المهمة الثقافية، التي تُشعرني بأنني أؤدي دوراً فاعلاً في خدمة الشعر العربي، من حيث الأوزان والشروط والمعايير الفنية لكتابة القصيدة، وأيضاً تدقيق محتوى المصنفات الشعرية التي تصدر تباعاً خاصة في دبي».
ويتابع: «لقد كلفتني الجهات الثقافية في دبي قبل نحو ثماني سنوات، بمهمة الإشراف على «مسابقة اللغز» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، ولك أن تتخيل أن عدد المتقدمين لهذه الجائزة في كل عام يراوح بين 18000 و20000، وكانت مهمة اللجنة التي أشرف عليها مجهدة، وأحياناً تستمر لنحو 6 أشهر».
انحياز
ينحاز محمود نور إلى القصيدة الجيدة ولا يهمه شكلها أو نوعها، وسواء كانت نبطية أو فصيحة أو نصاً مفتوحاً، فهو يتفاعل مع قوتها وصورها ودلالاتها، ويحكم عليها من خلال ما تكشفه من عمق وما تضيفه من تراكم يفيد الشعرية العربية، ويقول: «لقد لبسني حب اللغة العربية وتخصصت فيها، وقد فاق هيامي بهذه اللغة الاهتمام بطباعة دواويني الشعرية التي أعتز بها كلها». وهنا يتذكر تجربته مع الشاعر الإماراتي المعروف سلطان بن علي العويس، الذي كان يأنس إليه، ويوكل له عدة مهمات ثقافية وشعرية، زادت بل عمقت تجربة نور الذي أصبح اليوم مهتماً أكثر بالإشراف على المصنفات الشعرية بأنواعها، هذا الاهتمام الذي فاق اهتمامه بطباعة مخطوطاته الشعرية، على الرغم من نصيحة سلطان العويس له بضرورة طباعة كتاباته وعدم هجرها.
في معرض حديثه عن التنافس بين الكتاب الورقي والكتاب الإلكتروني، بفعل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي، يعتقد محمود نور أن الأفضلية تنحاز دائماً للكتاب الورقي فهو مصدر الثقافة والمعرفة الأول. فالكتاب سيبقى شامخاً في مقامه وحضوره وفي صدارته لكافة أشكال المعرفة البشرية وسيبقى دائماً وأبداً القريب إلى الإنسان، سواء كان قارئاً أو مثقفاً أو باحثاً أو عالماً.
لا يميز محمود نور بين كتاب وآخر، فمكتبته حافلة بشتى أنواع الكتب والموسوعات، ما بين الشعر العربي القديم، وحتى الإصدارات الشعرية العالمية، فهو يقرأ لكثير من شعراء العربية القدامى والمحدثين، كما يقرأ لكثير من المبدعين والكتاب العالميين ويتذوق ما يكتبونه من قصائد، ويتلذذ بما فيها من تصوير ومعانٍ وإشراقات.
ويقول: «هناك كثير من أنواع الشعر وحتى قصائد النثر تحتوي على دفقات شعورية في غاية الجمال». ويستحضر هنا قصيدة لطاغور تجسد التناغم الإنساني مع حب الطبيعة ومنها:
كانت الشمس تشرق بتؤدة فوق أوراق الأشجار / وفجأة، بدا وكأن نقاباً انزاح من أمام ناظري / لقد أبصرت العالم كله مغموراً بمجد يفوق الوصف / أمواج من الفرح والجمال تومض وتتصادم من كل صوب / لم يكن ثمة شيء أو أحد لم أكن أحبه في تلك اللحظة / وفي كلية رؤياي لاح لي أنني كنت شاهداً على حركات جسم الإنسانية بأسرها / شاعراً بموسيقى وبإيقاع رقصة سرية.
تطور
ويرى نور أن الأشكال الشعرية تتطور بالضرورة مع الزمن، فظهور نوع شعري لا يُلغي الآخر؛ بل يضيف إليه ويُثريه، شرط أن يكون العنوان هو «الشعرية». فهي كما يقول: «فيصل النص، ومحركه، وقوته، ومن يقرر خصائص هذا النص، ويقرر بقاءه من عدمه».
ويؤكد محمود نور أن من حق الشاعر أن يبدع نصه بأية وسيلة كانت، وإذا خرج النص الشعري عن قالبه المعروف، فسر نجاحه، كما يؤكد، في اجتراح آليات خاصة تحفر في شعرية هذا النص، وهذا يتطلب مبدعاً فاهماً وعارفاً بقوانين النص الذي يشتغل عليه، بما يراعي الوحدة الفنية لكل نص شعري على حدة.
ويحضر محمود نور في هذه الفترة لمجموعة من الإصدارات الشعرية، توثق لمجموعة من المبدعين الإماراتيين من بينها مجموعة شعرية كتبها ابنه محمد الذي اكتشف أنه يمتاز بشعرية عالية.
جريدة الخليج