نظمت المؤسسة مساء يوم الاثنين 21 سبتمبر 2020 حلقة نقاشية افتراضية بعنوان “صناعة المعرفة في الكتابة الإبداعية” والتي استضافت الأكاديمي والروائي الدكتور شكري المبخوت والدكتورة وفاء المزغني الأكاديمية والمدربة في مجال أدب الطفل واليافعين في برنامج دبي الدولي للكتابة والقاص إسلام أبو شكيّر مدرب القصة القصيرة في برنامج دبي الدولي للكتابة والكاتبة هدى الشوا مدربة أدب الطفل في برنامج دبي الدولي للكتابة والكاتبتين بدرية الشامسي ومريم الزرعوني.
أدار الحلقة حسين درويش المستشار الثقافي بمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة.. و حضرها جمهور من الأكاديميين والمتابعين للشأن المعرفي والأدبي برعاية سمو الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم رئيس مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة.
ورحب سعادة جمال بن حويرب المدير التنفيذي لمؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة بالمشاركين والحضور.. منوها بالنجاح الذي حققه برنامج دبي الدولي للكتابة في الأخذ بأيدي الشباب ممن يمتلكون بذرة الإبداع ليكون دليلهم نحو عالم الكتابة الإبداعية كي يشقوا طريقهم ويكونوا من أصحاب الأقلام المبدعة التي يشار إليها بالبنان.
وأكد سعادته أن ثمار البرنامج ظهرت منذ بداياته حيث حصلت نتاجات المنتسبين إليه على جوائز مرموقة كفوز رواية “حارس الشمس” لإيمان اليوسف بجائزة الإمارات للرواية وغيرها من الإصدارات التي تم تكريمها على مستويات عدة، مبينا أن برنامج دبي الدولي للكتابة بدأ جلساته الأولى منذ سبع سنوات بعشرة متدربين وها هو الآن يصل إلى أعتاب 300 متدرب متوزعين على العالم العربي وهذا مما يؤكد أثر هذه المبادرة في تعزيز مهارات الكتابة الإبداعية لدى الشباب.
و من جانبه أكد الكاتب والروائي الدكتور شكري المبخوت في كلمته أن الرواية الناجحة يخرج منها القارئ بعدد من المعارف التي قد لا يحصل عليها إلا من بطون المراجع التاريخية والجغرافية وأن الكتابة الإبداعية وإن كانت مستلهمة من الخيال وتتناول الأدب والسرد إلا أن المعارف التي يمتلكها الكاتب تظهر جلية في كتاباته الإبداعية وهي في ذلك تعكس حجم المعارف التي تراكمت لديه في السابق.
من جهته أفاد الروائي والقاص إسلام أبو شكير أن المعرفة هي حصيلة عرَضية من نواتج العمل الإبداعي ولكنها ضرورة تساعد على تكامل العمل إلى أقصى درجة ممكنة …مبينا أنه لا يركز خلال التدريب على أن تحمل القصة فائدة معرفية بقدر ما يهتم باستيفاء المتدرب للشروط والمعايير الأساسية للقصة الناجحة فالمعرفة لها سبلها الخاصة التي قد تكون أيسر وأدق مما يقدمه النص الإبداعي سواء أكان قصة قصيرة أم رواية أم كتابة موجهة للطفل.
وبدورها لفتت الكاتبة والمدربة الدكتورة وفاء المزغني إلى أنها تسعى من خلال برنامج دبي الدولي للكتابة إلى تعريف المتدربين بالأدب العالمي والعربي ووضعهم على الطريق الصحيح للكتابة الإبداعية ليتمكّنوا من مواصلة الطريق على أسس علمية وعملية ومن هذا المنطلق فإنها تعمل على تعريف المتدربين بالتجارب الناجحة وغير الناجحة لإكسابهم الخبرة اللازمة لهم على درب احتراف الكتابة.
ومن ناحيتها أوضحت الكاتب والروائية الإماراتية مريم الزرعوني أنها تناولت في روايتها “رسالة من هارفرد” العادات الإماراتية ثم وظفت الجانب العلمي فيها بتوليفة تجمع الجانبين العلمي والتراثي وهذا من منطلق أنها عمدت إلى سبر أغوار الشاب والشابة اليافعين للخروج برواية نجحت في إبراز مكنونات هذه الفئة المهمة جدا من فئات المجتمع.
من جهتها لفتت الكاتبة والمدربة هدى الشوا إلى أن الكتابة الإبداعية هي مهارة يلزمها الصقل والتدريب والتطوير والتجديد ولها أصول فنية ومعرفية وأدبية وعلمية وهي إلى جانب الموهبة الفطرية التي يمتلكها الكاتب بحاجة إلى صقل لتبنى على الأسس المنهجية والعلمية والأكاديمية.
ونوهت الكاتبة والروائية الإماراتية بدرية الشامسي بأن الاختلاف في تناول الشخصية بين الطفل والبالغ يتمثّل في عامل القياس وحساب النتائج فالطفل لا يمتلك ما يمتلكه الشخص الناضج من قياس النتائج على الأفعال وحساب وتوقع ما ستؤول إليه الأمور لكن من ناحية كونها شخصية يتناولها الكاتب لا فرق بين كون الفئة المستهدفة طفلا أو كبيرا.