أكد رئيس مجلس إدارة مؤسسة مكتبة محمد بن راشد آل مكتوم، محمد المر، أن السياحة الثقافية صناعة معنية بتنوير الناس حول تاريخ الحضارات والوجهات التاريخية في دول العالم، مشيراً إلى أهمية تشكيل الذائقة الفنية والمخزون الثقافي للمرء بدءاً من التربية الأسرية والمدرسية، إذ تلعب الأسرة دوراً حيوياً في تحفيز فضول الطفل لاكتشاف الثقافات والحضارات الأخرى، في حين تسهم المدرسة في تغذيته بالمعلومة والمعرفة اللازمة.
واستعرض المر – خلال ندوة حملت عنوان «السياحة الثقافية: المحتوى الثقافي للرحلات»، نظّمها مجلس حنيف حسن القاسم الثقافي – بعض تجاربه ورحلاته الشخصية، ومنظوره للسياحة الثقافية في الإمارات. وعزا تراجع السياحة الثقافية في وطننا العربي مقارنة بالواقع العالمي، إلى «غياب الفضول الثقافي لدى شعوبنا إلا ما ندر، إذ تغلب لدينا دوافع السفر لأغراض العمل أو السياحة الترفيهية والعلاجية». وأضاف أسباباً أخرى «كضعف معرفتنا كشعوب عربية بثقافات بلداننا وما تحمله من كنوز موروثة، فضلاً عن عدم الاستثمار الكافي في هذا القطاع، أو اعتباره صناعة مجزية ورديفة للاقتصاد».
ونوه المر «بتوسع دولة الإمارات في بناء البنية التحية الثقافية من خلال الاستثمار في ما يسمى بالاقتصاد الإبداعي، والتي يمكن تلمس نتائجها في الرؤى والاستراتيجيات، والفعاليات الكبرى كـ (إكسبو دبي)، والمكتبات ومعارض الكتاب، فضلاً عن المتاحف، والمهرجانات والجوائز التي تحتضنها مختلف إمارات الدولة، أما الخطوة القادمة والمأمولة فينبغي أن تصب في صناعة الشخصية الثقافية التي تهتم بهذه المرافق والمبادرات، إلى جانب الترويج لها كمنتجات ثقافية تستحق أن تدرج في جدول كل سائح لأرض الدولة».