نظم مركز جمعة الماجد للثقافة والتراث بدبي، محاضرة عن بعد بعنوان «إشكالية النسبة في المخطوطات العربية بين الفهرسة والتحقيق»، قدمها د. محمد كامل جاد، مدير عام المركز، وحضرها عدد كبير من المهتمين بالمخطوطات.
وتحدث كامل في المحاضرة عن الخطأ في نسبة المخطوطات والكتب إلى غير مؤلفيها، والأسباب التي أدت إلى ذلك، وتجاوز الإشكالية من المخطوط لتعبر إلى الكتاب التراثي المطبوع، فنُسب المتن الواحد إلى أكثر من مؤلف في أزمان مختلفة، مثل «ألفاظ الأشباه والنظائر» لأبي البركات الأنباري، و«الألفاظ الكتابية» لأبي حماد الهمذاني، وكلاهما كتاب واحد، و«إعراب القرآن» للزجاج، و«جواهر القرآن» للباقولي، كلاهما كتاب واحد، وكذلك «تاريخ بيت المقدس» لابن الجوزي، و«باعث النفوس» لابن الفركاح.
واستعرض كامل أثر هذا في دقة نتائج الأبحاث العلمية في كافة علوم التراث العربي والإسلامي، سواء كانت لغوية أو تاريخية أو شرعية، أو علمية أو تطبيقية، وما أدى إليه ذلك من تناقض وتضارب في نتائج الأبحاث التي اعتمدت على هذا النوع من المصادر.
وقال كامل: «إن هذا الخلل في النسبة وتعديه من المخطوط إلى الكتاب المحقق يعد خللاً في جزء من مصادر تأريخ الحضارة العربية الإسلامية بكل علومها، ولابد لضبطه من تعديل في بعض قواعد فن التحقيق المتعارف عليها، إضافة إلى أن هناك عائقين قويين يقفان أمام الإصلاح، هما ضوابط الإتاحة المتعلقة بالمخطوطات في بعض المكتبات، وفوضوية حركة النشر التجاري لكتب التراث في ظل عدم وجود مؤسسة عربية أو إسلامية ضابطة لمدى التزام المحقق بالمعايير العلمية لفن التحقيق قبل النشر. ومن هنا لابد من مساهمة العمليات الداعمة للتحقيق في حل هذا الإشكال، كالفهرسة والبيبليوغرافيا».
وعبر المشاركون في المحاضرة عن إعجابهم بالموضوع، وأبدوا تفاعلاً كبيراً من خلال الأسئلة التي جرى طرحها في دردشة المنصة الإلكترونية على المحاضر، وطالبوا أن تكون هذه المحاضرة سلسلة من محاضرات قادمة في نفس الموضوع.
وتعد المحاضرة هي الرابعة ضمن فعاليات الموسم الثقافي الصيفي التي ينظمها المركز؛ إذ كانت الورشة الأولى عن استراتيجية إدارة الأزمات في ظل جائحة كورونا، والثانية عن العدد في اللغة العربية، والثالثة عن أرشيف الصور.