نظمت مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية يوم الأربعاء 6 مايو الجاري حلقة نقاشية افتراضية عبر منصة “زووم” عن الشاعر الراحل أحمد أمين المدني (1931 ـ 1995).
شارك في الحلقة النقاشية كل من: سعادة بلال البدور والدكتورة مريم الهاشمي والدكتور هيثم يحيى الخواجة والشاعر والباحث إبراهيم الهاشمي، وقدم خلالها الدكتور شهاب غانم مداخلة نقدية عن معرفته بالشاعر، وقدم سعادة عبد الحميد أحمد الأمين العام لمؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية شهادة شخصية تطرقت إلى علاقته بالشاعر الراحل والتي تعود إلى مرحلة ثمانينيات القرن الماضي حيث عمل المدني في الصحافة المكتوبة.
وعبر ساعة كاملة تطرقت الحلقة النقاشية إلى حياة وشعر المدني من خلال كتابي “غربة المدني” للدكتورة مريم الهاشمي، وهو دراسة تحليلية عن ظاهرة الاغتراب في شعر المدني صدر ضمن سلسلة أعلام من الإمارات، حيث بينت الدكتورة مريم الهاشمي مفهوم الاغتراب في قصائد المدني وقدمت نماذج تطبيقية عن الاغتراب في الأدب، الاغتراب المكاني، الاغتراب الزماني، الاغتراب الاجتماعي، الاغتراب الذاتي.
بينما قدم الدكتور هيثم يحيى الخواجة مؤلف كتاب “النورس المهاجر” والصادر أيضاً ضمن سلسلة أعلام من الإمارات إضاءة على أحد أهم الرموز الشعرية في دولة الإمارات، فالمدني من الإماراتيين القلائل الذين برزوا في ستينات القرن الماضي وهم يقرضون شعراً يحمل سمات مميزة، في الوقت الذي كانت فيه القصيدة الاتباعية هي السائدة وكان التعلق بها مطلقاً في تلك الفترة.
وألقى الباحث بلال البدور الضوء على جوانب حياتية من سيرة الشاعر الراحل لخصت محطات مهمة من حياته منذ ولادته في دبي العام 1931 ومن ثم ذهابه للعراق مروراً بالكويت وعودته إلى الإمارات وكذلك رحلته إلى المملكة المتحدة للتحصيل العلمي، وعرج البدور على بعض المهن التي مارسها والصداقات التي كونها والكتب التي أصدرها خلال مسيرته.
وبدوره تحدث إبراهيم الهاشمي عن السيرة العلمية لأحمد أمين المدني والألقاب التي تحصل عليها ومن خلال معرفة شخصية بالشاعر ومحيطه العائلي لخص الهاشمي محطات من سيرته المهنية حيث كتب في العشرات من الصحف المحلية والعربية والقيم التي آمن بها ودافع عنها.
ولد الشاعر أحمد أمين المدني في العام 1931 بدبي، درس في العراق وبريطانيا وفرنسا، وعمل مدرساً ببغداد والشارقة، ودبي، نشر أبحاثه وأشعاره في مختلف الصحف والمجلات العربية منذ الخمسينيات. من دواوينه الشعرية المنشورة: «حصاد السنين» (1968)، «أشرعة وأمواج» (1973)، «عاشق لأنفاس الرياحين» (1990). ومن مؤلفاته الفكرية والنقدية: «التركيب الاجتماعي الديني»، و”الشعر الشعبي في الإمارات»، و”دراسة في الأدب الأندلسي”، و”دراسة في الفلسفة”.
التقى أحمد أمين المدني بالمؤرخ الكبير أرنولد توينبي أكثر من مرة في جامعة كمبردج البريطانية، وكذلك الشاعر ت. س. ايليوت، والفيلسوف برتراند راسل، والناقد فورستر، وربطته علاقات صداقة مع العديد من الشعراء العرب أمثال الشاعر العراقي بدر شاكر السياب، والشاعر السوري سليمان العيسى.
يذكر أن سلسلة أعلام من الإمارات التي أطلقتها مؤسسة العويس الثقافية عام 2012 تؤكد دور المؤسسة في دعم الفعل الثقافي، ودأبها وحرصها على تخليد ذكرى أولئك الذين عبّدوا طريق الفكر والثقافة والمعرفة في الإمارات، والذين أعطوا ثمرة حياتهم، كل في زمنه، فكانوا مشاعل تضيء درب المستقبل، وتفتح الأفق أمام الإبداع بكل أشكاله من درر الأدب والثقافة، لتعيدهم إلى الذاكرة الحية ولتفيد بأفكارهم النيّرة والطموحة، عقول الأجيال الجديدة علها تستفيد من أفكارهم النيرة الطموحة التي تخطت العواقب والحواجز وكل الظروف الصعبة التي عاشوا بها ليتركوا أثراً يُعتز به.