الصورة واضحة المعالم حول ضعف اللغة العربية، لدى معظم الخريجين، كتابة وتعبيراً وحتى قراءة، وعلى كافة المستويات. وعلى الرغم من الجهود التي بذلتها وزارة التربية والتعليم لتلافي هذه العقبة، فإن تدريس معظم المواد باللغة الإنجليزية، أدى إلى وجود أغلبية من طلبتنا، سواء في الثانوية أو الجامعة، تعاني عند استعمال اللغة العربية في كتابة تقاريرها أو التعبير بها، بشكل سليم، مع كتابة تحتاج إلى ترجمة بسبب رداءة الخط.
لا ندري أسباب قرار الدمج، على الرغم من وضوح نتائج التعليم باللغة الإنجليزية التي أضرت بالنشء والمتعلّمين، والمخرجات في نهاية المطاف في كل حلقة تعليمية، ولا يعني ذلك رفض اللغة الإنجليزية؛ لأنها لغة عالمية ولا ننكر ذلك، لكن يجب أن نحسن التعامل -في مجال التعليم- مع اللغة الأم، وهي هويتنا ولغة ديننا الحنيف.
الكثير من دول العالم، لا تدرِّس ولا تعلِّم إلا بلغتها الأم، ولا نحتاج إلى ضرب أمثلة، فكل الدول تدرس بلغتها الأم؛ لأنها ترى فيها انعكاساً لهويتها وكينونتها وانتمائها وتعتز بذلك، وهي تعد في قمة التطور والحضارة في العالم.
سلامة اللغة العربية، أمر في غاية الأهمية، خاصة أن الكثير من طلبتنا يودون دراسة تخصصات أدبية في الجامعة، ما يوجب علينا أن تكون لغتهم سليمة، فمن غير المعقول أن يكون لدينا خريجون لتدريس اللغات أو العلوم الأدبية بلغة ركيكة أو ضعيفة.
أتمنّى أن تجد كلمة صاحب السمو، حاكم الشارقة، الصادقة والحريصة، آذاناً صاغية لدى الوزارة التي أعلنت تشكيل لجنة محايدة، كما أعلنت مراجعة المنهج الذي قالت عنه في بيانها التوضيحي، إنه المنهج المتكامل في اللغة العربية والثقافة والأخلاق (سلسلة سلامة) والذي طبّقته الوزارة من العام الدراسي 2020 -2021 في إطار سعيها المتواصل، كما ذكرت، إلى تطوير المناهج التعليمية.
التطوير يتأتّى من خلال تقوية الانتماء وترسيخه، والعمل على تأصيله، واللغة أساس من أسس الانتماء.
كل التوفيق للجنة المحايدة.
لغتنا العربية – بقلم إبراهيم الهاشمي
جريدة الخليج