ترأَّست سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، وعضو مجلس دبي، اجتماع القيادة العليا للهيئة الذي عُقد في منطقة حتّا التراثية، أحد أهم المواقع التراثية والسياحية في إمارة دبي، لمناقشة أولويات «دبي للثقافة» للعام 2021، وآليات العمل ضمن مختلف قطاعاتها لتنفيذ المرحلة الأولى من خطتها الاستراتيجية السداسية. وأكدت سموها – خلال الاجتماع الذي حضره رؤساء ومديرو قطاعات «دبي للثقافة» – على ضرورة مواصلة تفعيل الدور الذي تضطلع به الهيئة في إطار رؤيتها وخارطة طريق استراتيجيتها السداسية، وتوفير جميع أشكال الدعم والتمكين للقطاع الثقافي والإبداعي في إمارة دبي، وتحقيق مزيد من النمو والازدهار لهذا القطاع الحيوي، بما يواكب الرؤية الطموحة لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، لمسيرة التطوير والتنمية الشاملة في الإمارة.
وقالت سموها: «استطاع القطاع الثقافي والإبداعي في دبي أن يتغلب على التحديات خلال العام 2020 بفضل المرونة والتفكير غير التقليدي وتضافر الجهود. اليوم، نجتمع للمرة الأولى هذا العام لنناقش أولوياتنا في 2021، والتي يأتي على رأسها تقديم المزيد من الدعم للمساهمة في تعافي القطاع وتعزيز الأنشطة الثقافية في الإمارة مستقبلاً ضمن مسيرتنا لتحقيق رؤية دبي الثقافية. لقد بذلنا معاً في القطاع الثقافي الجهد والوقت لمراجعة خطط العام 2021، والوقوف على التقدم المحرز في خطتنا الاستراتيجية، ونعمل على إطلاق العديد من المبادرات، التي طُوّرت وعُدّلت بناءً على بعض الآراء ووجهات النظر المثمرة التي تلقيناها من العاملين في القطاع على مدار السنة الماضية وبما يتماشى مع طموحاتنا لهذا القطاع الحيوي.» وأشارت سمو رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي إلى أن اختيار منطقة حتّا؛ إحدى وجهات حملة الإمارات للسياحة الداخلية «أجمل شتاء في العالم»، لعقد هذا الاجتماع يعود إلى القيمة التاريخية والثقافية المميزة التي تتمتع بها هذه المنطقة، وما تمتلكه من مقومات بيئية تؤهلها لأن تكون وجهة ثقافية سياحية من الطراز الأول، كما يريد لها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم.
وحول أهمية منطقة حتّا، قالت سموها: «كان من المهم بالنسبة لنا أن نعقد اجتماعنا الاستراتيجي الأول لعام 2021 في منطقة حتّا ونطلق منها أعمال فريق الإدارة في الهيئة لهذا العام؛ وذلك لما تمثله من أهمية تاريخية كبيرة، وما تقدمه من شخصيات ثقافية مميزة. فالمجتمع المحلي يضم عدداً من المثقفين الرياديين وشركات إبداعية صغيرة ومتوسطة. ومن خلال هذه الزيارة نؤكد التزامنا بدعم المواهب الإبداعية في جميع أنحاء الإمارة، ووضع البنية التحتية التي تساعدهم على التطور والازدهار.» واستعرضت سموها خلال الاجتماع أولويات عمل فريق «دبي للثقافة» خلال المرحلة القادمة، في ضوء ما تم تحديده من أهداف وخطط ومشاريع ضمن خارطة طريق الاستراتيجية الجديدة، وآليات تنفيذها ضمن أطر زمنية محددة، مؤكدةً على أن تحقيق المستهدفات الاستراتيجية يتطلب تضافر الجهود ضمن منظومة تتّسم بأعلى مستويات التنسيق والتعاون مع مختلف الجهات المعنية بالعمل الثقافي في دبي، خاصةً في ظل المرحلة الاستثنائية الراهنة، معربةً عن ثقتها بقدرة فريق عمل هيئة الثقافة والفنون في دبي والمجتمع الإبداعي في إمارة دبي وامتلاكه الأدوات والقدرات اللازمة لتحقيق تطلعات الإمارة المستقبلية للقطاع.
وأوضحت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم أن الهيئة ستواصل أداء مهمتها في تحقيق النهضة الثقافية الشاملة في الإمارة، مستندةً إلى الثقافة الإماراتية العريقة بتاريخها والغنية بتراثها كركيزة أساسية، بما يعزز المشهد الثقافي في دبي ويرسخ مكانتها كمركز ثقافي عالمي وحاضنة للإبداع وملتقى للمواهب، مشددة سموها على أهمية التزام جميع أعضاء الفريق ببذل كل ما هو مطلوب من جهود في سبيل إنجاز المهام والمسؤوليات الخاصة بهم كل في موقعه.
وتطرق الاجتماع إلى مناقشة أولويات القطاع الإبداعي في المرحلة القادمة، حيث تم الاتفاق على الخطوط العريضة لمسيرة العمل وتنفيذ المرحلة الأولى من خارطة الطريق الاستراتيجية الجديدة.
واعتمدت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم خلال الاجتماع حزمةً من المبادرات الرامية إلى دعم المجتمع الإبداعي في حتّا وتطوير هذه المنطقة التي تتمتع بفرص اقتصادية ثقافية وإبداعية واعدة، بما يسهم في إلهام المواهب الشابة التي تحتضنها وتشجيعها وتعزيز فرص نموها وازدهارها، وفي الوقت نفسه إثراء المشهد الثقافي في هذه المنطقة التراثية ونشر الوعي حول ثروات التراث والثقافة المحلية التي تزخر بها، وتعزيز مقومات الجذب السياحي فيها، حيث سيتم الإعلان عن تلك المبادرات تباعاً في وقت لاحق. وعقب الاجتماع قامت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم بجولة في ربوع منطقة حتّا زارت خلالها بعض أهم المعالم السياحية والثقافية فيها، والتقت مع مجموعة من الأطراف الفاعلة في الخطة التنموية الشاملة لتطوير منطقة حتّا. كما شملت جولة سموها زيارةً إلى «حتا وادي هب»، إحدى أشهر وجهات المغامرات الخارجية الصديقة للبيئة في الدولة، والتقت هناك مع بعض ممثلي الإدارة العليا في «دبي القابضة»، واستكشفت معهم آفاق تطوير المجتمع الثقافي والإبداعي في حتّا ودعم روّادها بفرص تمكنهم من تطوير مواهبهم وأعمالهم.